في اليوم الاول: مصائب التعبئة العامة عند اللبنانيين فوائد. الفائدة الأبرز والأهم ان الحياة السياسية غابت، وان السياسيين اختفوا فارتاحوا هم وأراحوا اللبنانيين. لقد اكتشفنا اليوم ان الخطر الناتج من السياسيين عندنا يعادل ويوازي الخطر الناتج من خطر الكورونا. صحيح ان الفيروس الخبيث يهدد الانسان في سلامته الجسدية، لكن في المقابل فيروس التصريحات النارية للسياسيين اللبنانيين يشكل تهديدا للانسان في سلامته العقلية والنفسية.. هذا كانطباع وكمقارنة بين السياسة اللبنانية والفيروس. اما في الوقائع، فاليوم الاول للتعبئة العامة شكل تجربة ناجحة، اذ اقفلت معظم المرافق والمؤسسات، ولزم المواطنون منازلهم الا الذين اضطرتهم ظروف عملهم الى عدم التزام الحجر المنزلي الطوعي. مع ذلك يبقى ان الاسبوعين المقبلين، حسب ما قال وزير الصحة، هما الادق والاخطر على لبنان. فهل سنتمكن من محاصرة الفيروس ام ان الفيروس سيحاصرنا أكثر فأكثر؟علميا ، نحن في المرحلة الثانية من انتشار الكورونا.
وفي هذه المرحلة قدرة السيطرة على الوضع لا تزال ممكنة ، كذلك القدرة على الحد من انتشار الفيروس. لكن المهم ان لا نصل الى المرحلة الثالثة. ففيها يزداد عدد المصابين بشكل دراماتيكي ، وفيها تعجز الطواقم الطبية عن معالجة كل الحالات ، بحيث تفضل حالاتٌ على أخرى في عملية الاستشفاء . ولعدم الوصول الى المرحلة الثالثة ان على الحكومة الا تكتفي باعلان التعبئة العامة ، بل عليها انشاء خلية ازمة حكومية فاعلة تراقب تطور الكورونا ساعة بساعة على كل الصعد . كما عليها ان تضع خريطة لانتشار الفيروس ليتسنى في ضوئها وضع خطة متكاملة لحصر الوباء عبر عزل المناطق الموبؤة . فهل تـقدم الحكومة على هاتين الخطوتين الضروريتين ، وفي الوقت المناسب؟ توازيا ، تنتهي منتصف الليلة فترة السماح المعطاة للحكومة بعد اعلانها تعليق دفع سندات اليروبندز