Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم السبت في 21/03/2020

“وينيي الدولة؟”. إنها العبارة الأشهر للبنانيين، يطلقونها بمناسبة وبلا مناسبة، محملين دولتهم دائما مسؤولية ما يحصل لهم. لكن، فلنواجه الحقيقة ولنعترف، فهذه المرة الحق ليس فقط على الدولة أو على الحكومة أو حتى على وزارة الصحة. الحق هذه المرة علينا أيضا. الدولة أدت قسما من واجبها. قد تكون أخطأت حينا، وقد تكون تأخرت حينا آخر في اتخاذ بعض القرارات، لكنها رغم ذلك كانت حاضرة وموجودة، وعلى قلة امكاناتها أثبتت قدرة على التعامل مع الواقع الصعب والمعقد.

في المقابل، نحن كمواطنين لم نقم بما علينا. لم نكن، للأسف، على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا. طلب منا أن نمتنع عن التجول فلم نمتنع. طلب منا أن نبقى في المنازل فلم نلتزم. طلب منا ألا نشارك في تجمعات واجتماعات، فاجتمعنا على الطرقات وفي الساحات، متوهمين أننا أقوى من الفيروس الخبيث، وأنه أعجز من أن يتسلل إلينا ويضرب مناعتنا.

لذا نقول وبأعلى صوت: كفى. كفى استهتارا. كفى استخفافا. وكفى قلة مسؤولية. فالحرب ضد الكورونا حربنا. والحياة حياتنا، وصحة أهلنا وأولادنا وأصدقائنا وأحبائنا خط أحمر، إلا إذا كنا صرنا عبثيين، عدميين، انتحاريين. إلا إذا صرنا نفضل ثقافة الموت على ثقافة الحياة.

في العملي: شهر كامل انقضى على اكتشاف الكورونا في لبنان. ومع بدء الشهر الثاني، مرحلة جديدة تبدأ، وهي مرحلة حساسة ودقيقة جدا، لئلا نقول خطرة. إن الاصابات تزيد بشكل مقلق، وقد بلغت حتى الآن مئتين وثلاثين اصابة. ووفق مصادر رسمية مطلعة نحن في حرب شرسة مع الكورونا، حتى لا يتجاوز عدد الحالات في نهاية الشهر الحالي الخمسمئة حالة. وفي حال تجاوز العدد هذا السقف، فإننا سنكون أمام أزمة حقيقية، والوضع يمكن أن يخرج عن السيطرة.

من هنا مطلوب من المواطنين أن يتجاوبوا أكثر مع التدابير الأمنية المتخذة. كذلك مطلوب من القوى الحزبية وقوى المجتمع المدني في المناطق اللبنانية المختلفة، أن تلعب الدور الايجابي الذي لعبته القوى الحزبية في بعض المناطق. والأهم مطلوب من القوى الأمنية أن تنفذ بيد من حديد، وفورا، اجرءات التعبئة العامة، كما أعلنها رئيس الحكومة الليلة، وصولا إلى تعميم منع التجول، إن لم يكن باللين فبالقوة.

نحن نقترب من حالة الهلع، لذا علينا أن نتوقف عن الدلع. ولأننا في عيد الأم، فلنتذكر سويا ما كتبه الشاعر محمود درويش في قصيدة “الأم” حيث يقول: “وأعشق عمري… لأني إذا مت أخجل من دمع أمي”. فهلا عشقنا عمرنا وحياتنا، حتى لا نخجل يوما من دموع أمهاتنا وأخواتنا وزوجاتنا وبناتنا وحبيباتنا؟.