صرخ كل لبنان ثائرا متألما طيلة أشهر ولا يزال، ومطالبه محقة وحيوية وغير فئوية، فلم يستمع إليه أحد. صرخ الرئيس بري بالأصالة عن نفسه وبالوكالة عن السيد حسن نصرالله، بأن يتوقف ال”كابيتال كونترول” وال”هيركات”، فتوقفا، ثم عاد وصرخ بضرورة عودة من شاء من اللبنانيين المتواجدين في الخارج تحت طائلة تعليق تمثيله في الحكومة، فامتثلت الحكومة ووقفت رئيسا ووزراء “سنكة طق” على خاطر عين التينة، وأضيف مطلب الأستاذ “زركا” إلى جدول أعمال مجلس الوزراء الثلاثاء، علما بأن “القوات” صرخت و”الكتائب” كذلك لكن صرخاتهما ذهبت في واد.
وطبعا ستغلب نظرة الرئيس بري الطبية إلى كيفية إعادة لبنانيي الخارج، كل ما قيل وكتب عن الفيروس وفيه، حتى أن قوة إقناع رئيس المجلس وسائر المؤسسات، دفعت رئيس الحكومة المستقل حسان دياب إلى التصريح بأنه مع عودة آمنة لجميع اللبنانيين. وخسىء من سيفتري ويدعي أنه قال أمس تحديدا عكس ذلك.
إذا يا أمهات لبنان أبشرن، أبناءكن سيكونون في أحضانكن قريبا، واعتبرنها هدية متواضعة أو GESTE صغير، ولو متأخر لمناسبة عيد الأم.
لكن إذا طوينا هذه الأزمة، فهذا لا يعني أننا طوينا لائحة الخلافات الطويلة التي كشفت عري الحكومة وطغيان الطبقة الحاكمة على قراراتها، فإن تخانق العرابون تعطلت، وإن اتفقوا تبلغت، واللائحة أطول من أيام الجوع والمرض والخوف التي يحياها اللبنانيون بدقائقها الطويلة وساعاتها المتثاقلة.
على خط الكورونا، لائحة المصابين ترتفع يوميا، لكن الوتيرة لا تزال تحت السيطرة نسبيا. وهنا لا بأس من الاعادة والتكرار بأن في أيدي اللبنانيين، لا في أيدي الأطباء، وقف تمدد الفيروس، أو تركه يتفشى عنقوديا وصولا إلى القضاء عليهم وعلى أبنائهم. والدواء، بالإذن من دكتور “راوولت”، اسمه التزام الحجر الطوعي في المنازل واحترام مندرجات قرار التعبئة العامة.