في 1 نيسان 2020: التعبئة العامة هي أكبر كذبة نيسان. فلا الكلام نفع. ولا الحملات الإعلامية حققت أهدافها. ولا التهديد بالقوة الرادعة نجح. الدليل: الناس يتحركون كأن شيئا لم يكن. حركة السير صارت شبه عادية، وقد تصبح عادية وحتى أكثر من عادية في الأيام المقبلة، إذا استمر الغياب الفاضح للقوى الامنية، واذا استمر التراخي المستغرب في التعاطي مع حال التعبئة. ولعل هذه الظاهرة الخطرة والمقلقة هي ما دفعت وزير الصحة “حمد حسن” الى دق ناقوس الخطر واعتبار أننا لا نزال في دائرة الخطر، لا بل في عين العاصفة. إن أعداد المصابين لا تزال تتضاعف كل عشرة ايام، كما أن المغتربين العائدين سيبدأون بالوصول بدءا من يوم الأحد المقبل، وهما عاملان يطرحان أكثر من تحد. فالفيروس خبيث وذكي جدا، وبالتالي لا يمكن مواجهته بالهوبرة على الطريقة اللبنانية. فهل نستعمل ذكاءنا الفردي المشهود له، ولو لمرة واحدة، في سبيل إنقاذ مجتمعنا وبلدنا؟
في المقابل، اهل السياسة يستعملون كل ذكائهم لتمرير صفقة التعيينات. واللافت انه في غمرة الحرب العالمية على الكورونا ينشغل أركان السلطة بمعارك داخلية صغيرة على الحصص، كأن لا شيء تغير بالنسبة اليهم بعد 17 تشرين الاول، وكأنه لا كورونا. ووفق المعلومات فان العقد تركزت منذ البدء على مستويات ثلاثة: الآلية، الحصة المسيحية، والحصة السنية. الآلية المتبعة جرى تدوير زواياها بحيث قضت أن يقدم وزير المال ثلاثة او اربعة اسماء، على ان يكون اتفق مسبقا على الاسم الذي سيتم اختياره. اما بالنسبة الى العقدة المسيحية فقد تردد ان الاتصالات تتركز على تيار المردة ليرضى بمركز واحد من اصل المراكز المسيحية الستة شرط ان يحصل على ضمانات بالنسبة الى التعيينات المقبلة. تبقى العقدة السنية، التي لا يدرك أحد مدى جديتها، رغم الحديث عن تلويح الرئيس سعد الحريري بالاستقالة من مجلس النواب وبدء تيار المستقبل المطالبة بانتخابات نيابية مبكرة. اذا، الساعات المقبلة حاسمة لمعرفة اتجاه التطورات غدا في جلسة مجلس الوزراء، علما ان مصدرا وزرايا معنيا بالتعيينات اكد لل “ام تي في” ان 90 بالمئة من العقد ذللت. فهل يكمن الشيطان في ال 10 بالمئة المتبقية؟