المسيح قام حقا قام. لكن قيامة العالم من كارثة الكورونا لا تزال بعيدة. معظم الدول تعيش في الخوف والترقب، وأكثر من نصف سكان الكرة الارضية يعيش في الحجر. إنه أمر غير مسبوق في تاريخ البشرية، باستثناء ما حصل في الحربين العالميتين الأولى والثانية. من هنا يمكن اعتبار ما يحصل بمثابة حرب عالمية ثالثة. لكن الفرق أنه في الحربين الأولى والثانية كان العالم مفروزا ومنقسما يقاتل بعضه بعضا، وكانت جيوش الحلفاء والمحور في حرب واضحة، ظاهرة. أما في الحرب العالمية الثالثة فلا حلفاء ولا محور. العالم كله مجند ليقاتل عدوا خفيا، خبيثا، يتسلل إلى الأشخاص ليقضي على من يعاني مشاكل صحية أو نقصا في المناعة.
ولتربح الانسانية حربها ضد كورونا، فإنها تنتظر اكتشاف دواء مناسب. وفي آخر المعلومات أن الكلية الأميركية لأمراض الحساسية والربو والمناعة، توصلت إلى دواء للمرض يحتاج ربما بين 6 أشهر إلى سنة ونصف السنة ليصبح قيد الاستعمال. فهل قدر العالم أن يبقى معلقا على الصليب حتى ذلك الوقت؟.
في لبنان الأزمة مزدوجة. فهناك أزمة الكورونا، وهناك الأزمة السياسية- الاقتصادية. في الكورونا أولا، معدل الاصابات ثابت تقريبا. لكن الأسبوعين المقبلين سيكونان حاسمين، إذ سيحددان مدى تطور الاصابات، مع تزايد أعداد الفحوصات والبدء بدراسة وضع الكورونا في مناطق محددة انطلاقا من فحصوصات تجرى على عينات ممثلة للمنطقة. في المقابل وضع اللبنانيين في بعض الدول يتدهور. يكفي أن نذكر أن لبنانيين ماتا اليوم في ابيدجان، ما أثار حالة هلع وغضب لدى الجالية اللبنانية. الخبر المؤسف يستدعي من الحكومة أن تعجل في الاجراءات الآيلة إلى عودة المغتربين، مع مراعاة الشروط الضرورية للعودة.
سياسيا: إجازة العيد تستمر حتى الثلثاء، علما أن الحكومة ستكون فور انتهاء العطلة، أمام ثلاثة استحقاقات مطلوب أن تواجهها لتعالجها، وهي: زوبعة التعيينات، عرقلة التشكيلات القضائية، وفضائح الكهرباء. فهل تبدأ الحكومة مرحلة اتخاذ القرارات، بعدما استنفدت مرحلة اللجان والدراسات؟. وهل الطبقة السياسية التي أنتجت حكومة حسان دياب، ستسمح لها بأن تتخذ قرارات جذرية اصلاحية؟. حسان دياب وحكومته على المحك. فلننتظر.