يمكن الجزم وبضمير مرتاح أن الحكومة وقد اقتربت من يومها المئة، لا تزال فاقدة الوزن، وتعاني إنفصاما شديدا يفصلها عن واقع الأحوال المهترئة اقتصاديا وماليا وصحيا. فمجلس الوزراء شهد اليوم انقضاضا مكررا من الرئيسين عون ودياب على المعارضة، وإنكارا لحقيقة أن الهيركات كان عمود الأساس في خطة الانقاذ التي أحترقت بنار المعارضتين الشعبية والسياسية. والأخطر ان سقوط الهيركات كشف أن ليس للحكومة اي خطة بديلة، وان أي خطة لن ترى النور قبل اسابيع. والسؤال بأي جديد سيطل الرئيس دياب على اللبنانيين في الثامنة والنصف، وهل سيطلب منحه مئة يوم جديد؟
وفي سياق تراجعها المرتبك داست الحكومة على لغمين :الأول،الطلب الى وزيرة العدل تشكيل لجنة للتسريع في محاربة الفساد، ليتبين أن اللجنة موجودة لكنها لا تعمل. والثاني، الهجوم على معدي اللوائح الإسمية لمساعدة العائلات المحتاجة، وقد نسي رئيس الحكومة أنه وصف ، الأسبوع الفائت، هذه اللائحة بأنها الأكثر علمية ودقة، وبالسابقة في تاريخ لبنان. في مقابل التعثرات، سجل لرئيس الحكومة ووزير المال مسارعتهما وبلا تردد الى توقيع مرسوم التشكيلات القضائية المجتزأ في شقه المتعلق بالقضاء العدلي، وضغطهما على وزيرة الدفاع ومن وراءها لتوقيع الشق المتعلق بالقضاء العسكري.