IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الجمعة في 17/04/2020

عداد كورونا يستقر هبوطا، وعداد الدولار يحلق صعودا. وبين العدادين الهابط والصاعد تعود الحياة السياسية شيئا فشيئا إلى زخمها المحموم المعتاد.

في الكورونا، رقمان قياسيان سجلا. فللمرة الأولى يتجاوز عدد الفحوص التي أجريت الألف فحص، ولليوم الثاني على التوالي لم تسجل إلا خمس اصابات. الرقمان المشجعان حملا وزير الصحة على التأكيد أن لبنان تجاوز القطوع الأسود، علما أن “قطوعات” أخرى، لكن طبعا أقل سوادا بكثير، تنتظرنا. إذ هل سيبقى الرقم مستقرا أو حتى مقبولا عند اعلان نتائج حجر المغتربين؟. وماذا سيحصل وأي أرقام ستسجل بدءا من الغد، أي مع الشروع في تسليم أجهزة الفحوص للمستشفيات الحكومية، ومع بدء الفحوص المكثفة في كل المناطق لمدة أسبوعين؟.

الواضح أن الأسبوعين المقبلين حاسمان، فإما أن يجتاز لبنان القطوع بشكل شبه نهائي فتعود الحياة الطبيعية تدريجا، أو يستمر الحجر. وفي الحالين لبنان، حتى الآن على الأقل، ينتصر على الكورونا، ولا يزال أقوى من تمدد الفيروس بطريقة عشوائية خطرة.

في المقابل لبنان ضحية فيروس أقوى، هو الفيروس المالي. اليوم سعر صرف الدولار لامس حدود ال 3300 ليرة، ما استدعى تدخل مصرف لبنان فعادت العملة الخضراء إلى حدود الثلاثة آلاف ليرة. لكن في الرقمين, سعر الصرف عال جدا ومدمر جدا للبنانيين الذين تتآكل رواتبهم وتنهب مواردهم ويفقدون قدرتهم الشرائية لتبلغ حد الانعدام.

ومع استمرار القطوع المالي الأسود، عاد التصعيد السياسي إلى الواجهة. فرئيس “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط أشار إلى وجود جماعة رستم غزالي في السرايا، واتهم رئيس الحكومة بأنه يحضر لانقلاب مالي- سياسي للاستيلاء على البلد على طريقة حزب البعث. الموقف الجنبلاطي التصعيدي ترافق مع ارسال وفد جنبلاطي إلى معراب، وسبقه تواصل بين عين التينة ومعراب، توجه فيديو عن بشري بتوقيع حركة “أمل”.

كما تزامن التصعيد الجنبلاطي مع عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان، حيث استهل نشاطه بصدور بيان عن مكتبه الاعلامي ضد اللواء جميل السيد. فهل نحن أمام عملية خلط أوراق بين أركان السلطة والمعارضة، أم نحن أمام عملية اعادة تجميع لقوى المعارضة بعد الهجوم الاستباقي الذي شنه رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة أمس؟. وهل صحيح ما بدأ يتردد في الكواليس عن أن أركان السلطة يعدون لاجراء تعديل وزاري لمواجهة تصاعد حركة المعارضة وتحسبا للتطورات الآتية؟.