في الاونيسكو تشريع في الشارع بداية انتفاضة جديدة.
في بعقلين جريمة جماعية مروعة, وفي الكورونا لا اصابات، انها التطورات الاربعة الابرز التي تحكمت في المشهد اليوم، فمع ان كل شيء أُعد باتقان في قصر الاونيسكو لتظهير جلسة التشريع في أجواء احتفالية، لكن الحدث الحقيقي العميق لم يكن هناك.
قصر الاونيسكو لم يكن قصر الشعب، هدير سيارات المنتفضين في الشوارع والساحات كان أقوى، شعاراتهم كانت أصدق، وغضب الناس كان اعنف.
هكذا بدت جلسة التشريع باهتة في معظم فصولها، ولم يخرق برودتها الا اعتراض النائبين نديم وسامي الجميل على الظهور المسلح لعناصر مدنية في محيط الاونيسكو وهو أمر ظل موضع أخذ ورد.
اما ما قاله الرئيس بري عن عدم تقصير المجلس وانه يقوم بواجباته واكثر، فلم يأت معبرا عن الواقع، فلا يفيد في شيء ان يقول رئيس السلطة الاشتراعية ان الكل يعلم متى كانت الجلسة مقررة وكيف تعطلت.كل شيء تعطل في البلد، وكل المؤسسات ابتكرت حلولا لازمة الكورونا في الاسبوع الاول من التعبئة العامة، فلماذا تأخر مجلس النواب الى هذا الحد ولم يستعد نشاطه, بل لم “يستلحق” حاله الا بعد مضي خمسة اسابيع كاملة على التعبئة؟
في المقابل ما حصل في الشارع ثبت ما كان تردد سابقا عن بداية جديدة للانتفاضة ، كما أكد ان فترة السماح التي منحها المنتفضون للحكومة والسلطة بسبب الكورونا وسواها انتهت الى غير رجعة، فهل ينتقل لبنان من عاصفة الكورونا الى زلزال الانتفاضة من جديد؟ أمنيا جريمة بعقلين كبيرة بوقائعها ودلالاتها.
الوقائع تشير الى مصرع تسعة اشخاص حتى الان ، وهو رقم كبير ومخيف ، والاهم انه يؤشر في دلالاته الى المنحى الخطر الذي ينحدر اليه المجتمع في ظل الازمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وحتى الوجودية التي تعصف بابنائه، وتضع حياتهم في دائرة القلق والخوف والمجهول .
صحيا ، لا اصابات بالكورونا اليوم ، علما ان عدد الفحوص كان اقل وذلك بسبب استمرار اقفال بعض المختبرات ، فهل هذا هو السبب ؟ لكن ، وبمعزل عن التفاصيل ، فان ما يحصل على صعيد الكوورنا في لبنان ايجابي ويحمل على التفاؤل ، لكنه تفاؤل ينبغي ان يظل مشوبا بالحذر وذلك في انتظار بدء ظهور نتائج الفحوص العشوائية في المناطق ، وخصوصا ان اعادة النظر في قرار التعبئة لن تحصل قبل صدور النتائج المذكورة ، في 21 شباط كانت البداية وسجلت اول اصابة بالكورونا في لبنان ، وفي 21 نيسان لم تسجل اي اصابة ، فهل نحن امام بداية النهاية؟