ثورة الخبز والكرامة بدأت. فما أن قررت الحكومة تخفيف إجرءات التعبئة حتى نزل الناس الى الشارع. حملوا وجعهم، وقهرهم، وغضبهم، من دولة المرتكبين والسارقين والفاسدين ليسمعوا المتنعمين في القصور والنيام في المقرات الرسمية والمتآمرين في الغرف السوداء صوتهم.
وفيما تجاوز الدولار عتبة الاربعة الاف ليرة، كان الناس يتجاوزون حواجز التردد والخوف من الكورونا ليقولوا “لا ” عالية بوجه طغمة فاسدة نهبت البلد منذ الطائف وتأتي اليوم لتغسل يديها من عرق الناس ودمهم .
في زوق مكايل عاد النبض الى الشارع، كذلك في بيروت والبقاع والمنية وعكار والنبطية وسواها. انها الثورة الشاملة تبدأ من جديد، فعساها تحقق هذه المرة أهدافها بعدما بات الشعب بمعظمه إما برسم الهجرة، او برسم الفقر والبهدلة والموت. توازيا، المنظومة الحاكمة منشغلة بوضع الإعلام تحت المجهر، بل تحت حبل المشنقة.
اذ فيما القضاء لا يبت الا بالقضايا المستعجلة والملحة، وخصوصا طلبات اخلاء السبيل، فوجىء الرأي العام بحكم قضائي ضد ال “ام تي في” في قضية التخابر غير الشرعي. فما السبب الملح والطارىء والمستعجل الذي يدفع محكمة من ثلاثة اعضاء الى الاجتماع في ظروف صحية استثنائية؟ وهل مصادفة ان يأتي الحكم غير المبرم بعد يومين من قطع ارسال ال “ام تي في” في اول ليلة من ليالي رمضان؟ فيا ايها السادة ، وتحديدا يا اركان النظام الامني الجديد ، اسمعوا جيدا ما نقوله لكم : لقد توهمتم انكم ربحتم معركة ، لكن تأكدوا انكم لم ولن تربحوا الحرب.
رسالتكم وصلت.. لكن لا تطمئنوا ولا ترتاحوا ، فنحن ما اعتدنا ان تخيفنا الرسائل مهما كانت قاسية . نحن وقفنا في وجه المحتل السوري ولم نستسلم ولم نركع ، فأقفلونا وبقينا واقفين . وما ان خرج المحتل السوري حتى عاد هواء الحرية فعادت ال “ام تي في” .
واليوم , وفي الذكرى السنوية لخروج القوات السورية من لبنان، نقول لكم من جديد: نحن لن يخيفنا ضغطكم ، ولن نخشى سلطتكم ، ولن نرضخ لابتزازكم. نحن ، وعلى رأس السطح , كنا وسنبقى مع الثورة ، ولن نكون , ولا نقبل ان نكون , جزءا من منظومتكم الفاجرة التي تجوع الناس وتذلهم . نحن من الشعب والى الشعب نعود . هكذا كنا، وهكذا سنبقى.
اما انت يا وزير الاتصالات الذي لا تتذكر اسمك الا قلة قليلة من اللبنانيين ، ايها الدخيل على عالم السياسة والوزارة : كيف تسمح لنفسك ان تصفق وتحتفل وتغرد ضد ال “ام تي في” , فيما الحكم المبرم لم يصدر بعد ؟ كنا نعتقد انك لا تعرف في ملفات وزارتك فقط ، فاذا بك ايضا, لا تعرف ان تتصرف كرجل دولة.
علي اي حال لا نعتب عليك , فانت لست رجلا مسؤولا بل رجل كيدية سياسية . فخذ علما يا وزير الصدفة , انت ومن يحركك ان ال” ام تي في” مؤمنة بالقضاء ودولة المؤسسات , لذلك ستميز الحكم الصادر بحقها , وهي واثقة من الانتصار الناجز النهائي , لانها صوت الشعب ولأن القضاء اللبناني لن يحكم الا باسم الشعب اللبناني ، ولأن الحق يعلو على كل ظلم ولا يعلى عليه.