Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الخميس في 30/04/2020

رئيس الجمهورية اعتبر أن إقرار مجلس الوزراء الخطة المالية هو يوم تاريخي، وكذلك فعل رئيس الحكومة.

نحن نصدق الرجلين ونبصم، لكن استخدام هذا التوصيف يبقى حمال أوجه، إذ ان التاريخ يعني الماضي السحيق والموت ، كما يعني التأسيس لمستقبل واعد سيسجل للعهد والحكومة في التاريخ، لكن على ما يبدو فإن الحكومة والعهد اختارا الشق الأسود من التاريخ.

فما ظهر في سطور الخطة المالية لا يجيب عن الأسئلة الوجودية المطروحة محليا ودوليا فقط، بل يؤسس لتغيير هوية لبنان الاقتصادية والمالية ولفرض نظام عيش جديد لا يشبه اللبنانيين بل يستنسخ الأنماط الإقتصادية والمالية البوليسية.

باختصار إن لبنان وبعدما سلب سيادته على ارضه واختطفت سياسته الخارجية، ها هو يستعد للدخول مكبلا الى سجن التأميم، فيما يعرف القاصي والداني أن ازدهار لبنان قام بدءا من الخمسينيات على السرية المصرفية التي جلبت الملايين الى خزائن الدولة ومصارفها، كما قام على الأموال الوافدة من الدول العربية التي أممت اقتصاداتها واضطهدت شعوبها.

فبمجرد النظر الى بعض بنود الخطة نرى توجها واضحا الى معاقبة المستثمرين والمودعين الذين على اكتافهم تتحرك عجلة الاقتصاد .

والى جانب التوجه الانقلابي ، يسود التردد سطور الخطة، فتحرير سعر الصرف لم يحسم بعد ، و استبعاد الهيركات والإبقاء على “البايل إن” الإختياري بصيغته الحالية ، أراحا المصارف ولم يرحا المودعين ، وبالطبع لم يرحا الشعب الذي ليس له في المصارف وقد إلتهم الدين امكاناته .

والمقلق في روحية الخطة أن جل ما تسعى اليه ، هو التأسيس لبداية تفاوض مع حملة اليوروبوندز، كما وصفها يان كوبيتش ممثل الأمم المتحدة في لبنان.

والاختبار الأصعب أمام الخطة وواضعيها يكمن في ما إذا كانت ستعجب صندوق النقد والدول المانحة ، والأهم الأهم أن تعجب الناس الذين يقاتلون الجوع ويساجلونه ببطون وجيوب فارغة .

في المحصلة، الحق بالتشكيك في الخطة مشروع ، طالما العهد والحكومة لم يرقـعا قعر الدولة ولم يقطعا دابـر الفساد ويحررا القضاء ، ويطلقا عجلة الإنتاج و يعيدا ثقة العرب والعالم بلبنان ، والظاهر أن لا نية صريحة في ذلك حتى الساعة رغم كثرة الكلام والوعود و عجقة إقرار القوانين ذات الصلة في الحكومة والمجلس النيابي .

في السياق سجلت هجمة غير مسبوقة لرؤساء الوزراء السابقين على العهد وحكومته ، أتبعها الرئيس الحريري بدردشة نارية غير مسبوقة صوب فيها على الجهتين والنائب جبران باسيل ، ما سيؤسس لمرحلة متوترة لم تعرف خريطة طريقها وما إذا كانت ستستقطب حلفاء من غير السنة .

توازيا ، قلق كبير يكتنف الثورة الشعبية المتجددة بفعل ما تتعرض له من إختراقات غير بريئة ، معروف من يوجه الزعران ومن يحركهم ، والغايات مكشوفة : إغراق الثورة النظيفة والجيش في مواجهة لتشويه سمعة الأولى وكسر الثانية ، والحاجة ملحة للجانبين لكشف المرتكبين كائنا من كانوا ، حماية للجهتين حماهما الله.