ما إن اقترب صندوق النقد حتى قابله خطاب النقض، وما إن صدر بيان المجلس الأعلى للدفاع حتى قابله خطاب المرشد الأعلى بصوت أعلى. نعم هكذا وبصراحة، ولإن لبنان المحتضر لا يحتمل المواربة نقول مجددا وتكرارا مع جورج نقاش: سلبيتان لا تصنعان أمة. هذه الصورة كنا لنرسم أجمل منها، وبكل ممنونية، لو أن السيد حسن نصرالله لم يسدد ثلاث طلقات قاتلة الى الحكم والحكومة والجيش أمس. الى الحكم الذي يفترض أن يمثل سيادة الدولة، إذ اظهره أضعف من حكم سيادة الدويلة وسيدها. الى الحكومة إذ نسف مسرحيتها السيادية ودمر مدماك الحدود البرية التي كانت تبني على ضبطها للحصول على مساعدات صندوق النقد. والى الجيش إذ أظهره عاجزا عن ضبط الحدود ومنع التهريب، علما بأن الجيش وما إن تلقى الضوء الأخضر حتى أنجز بين امس واليوم ما منعه القرار السياسي المتواطىء من إنجازه منذ الطائف.
إذا ، وفيما كانت الدولة وتحت ضغط إعلامنا ودعوات الدول الصديقة تسعى بخجل الى تعليم حدود سيادتها بطبشورة افتراضية ، واجهها حزب الله ، وأكد لها ولمن يعنيهم الأمر ، أن الحدود مع سوريا هي حدوده ، وحذرها من تجاوز الحدود . والأخطر أنه اعتبر أن إقفال الحدود في وجه التهريب هو بمثابة استكمال لعملية خنق حزب الله التي بدأت في تموز 2006 ، والحل الذي قدمه نصرالله كبديل من صندوق النقد هو الانفتاح على نظام الأسد والمنظومة الممانعة المحاصرة من كل صوب . وسط هذه الأجواء ، سعى مجلس الوزراء الى التعويض عن صفعة الحدود بالإنكباب على ملف معامل الكهرباء ، بالتزامن مع سعيه الى وقف توسع الكورونا من خلال التعبئة العامة المجددة ، وقد تابعنا اليوم ، اليوم الأول من فـصلها الثاني . ومن خارج السياق صوتان نيابيان عاليان : معارض ، أطلقه سامي الجميل الذي دعا الى تغيير من داخل المؤسسات عبر انتخابات مبكرة , وموال- معارض أطلقه الصهر الآخر للعهد ، شامل روكز ، دعا فيه الناس الى الاستعداد للثورة.