حرارة الطقس انعكست على الواقع اللبناني برمته. لهيب أيار لم يرحم اللبنانيين، حاملا معه هجوم الحشرات وارتفاع عداد كورونا.
معظم المناطق عاشت بين أمس واليوم، تحت رحمة حشرات غزت الأحياء والشوارع والبيوت. في المقابل الرقم الذي سجل لكورونا لا يبعث على الارتياح. فالاحدى عشرة إصابة ليست رقما متدنيا، وهي مؤشر مقلق. وإذا كان العداد سيواصل ارتفاعه غدا، فإن اللجنة الوزارية المختصة التي ستجتمع مساء الأحد، قد تقرر استمرار فترة الإقفال التام، وبالتالي استمرار التشدد في تطبيق التعبئة العامة.
لهيب الطقس يتمدد أيضا إلى أسعارالسلع والحاجيات، حيث الارتفاع الجنوني بلا حسيب ولا رقيب. فباستثناء الدوريات الاستعراضية و”الكبسات” الاعلامية لفرق وزارة الاقتصاد، فإن الناس تحت رحمة التجار الذين “يلغمون” الأسعار، لأنهم لا يخافون الكبسات الاعلامية، ولأن لا “وهرة” لدولة تبقى معظم قراراتها حبرا على ورق.
إقتصاديا وسياسيا، الحرارة مرتفعة أيضا. شروط الصندوق الدولي تتبلور وتتوضح بعد كل اجتماع، والاثنين استحقاق جديد يتمثل في اجتماع الكتروني آخر بين الوفد الرسمي اللبناني وممثلي الصندوق، يشارك فيه للمرة الأولى حاكم مصرف لبنان.
بموازاة الهم الاقتصادي، باشر الكونغرس الأميركي ضغطا سياسيا- ديبلوماسيا، عبر دراسة مشروع قانون يمنع واشنطن من تقديم أي مساعدة لكل حكومة في لبنان يؤثر عليها “حزب الله” أو يسيطر عليها. فهل يتزايد الضغط السياسي مع تطور المفاوضات الاقتصادية؟.
سياسيا أيضا، كلمة مرتقبة لرئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل غدا. وقد علمت ال “ام تي في” أن باسيل سيرد فيها على الوزير السابق سليمان فرنجية، وسيتطرق إلى ملف الفيول المغشوش، وإلى مبادرتي النائب وليد جنبلاط والدكتور سمير جعجع تجاه رئيس الجمهورية.
في هذا الوقت، رئيس الحكومة يركز كل همه على تعيين مستشارته بترا خوري على رأس محافظة بيروت. وقد استغربت أوساط أرثوذكسية مطلعة إصرار دياب على اتخاذ موقف تصعيدي استفزازي غير مبرر، حتى بعد زيارة المطران عودة لقصر بعبدا ولقائه رئيس الجمهورية. فهل تحولت حكومة دياب من حكومة مواجهة التحديات إلى حكومة: بترا خوري أو لا أحد؟.