هل هي علامة مرض ام علامة صحة ان يبتدع اللبناني يوما بعد يوم وأسبوعا بعد أسبوع لمحات أمل يستخرجها من عمق الازمات، كي يتمكن من البقاء والاستمرار، اذ يكفي ان نتطلع الى كيفية تعامله مع تأليف الحكومة كنموذج مصغر لنتساءل كيف لهذا اللبناني ان لا يثور او يجن؟ فهو يسمع منذ شهرين سيناريوهات متضاربة عن التفاهمات الداخلية الضاغطة للتأليف تفاديا للكوارث الامنية والاقتصادية، ويسمع عن العقد الدرزية والمسيحية والسنية، كما يسمع عن الضغوط الدولية المشجعة لتسريع التأليف، والضغوط الاقليمية المانعة للتأليف، ليسمع فجأة عن زوال كل العقد وبالتوافق بين الرئيسين عون والحريري على شكل الحكومة وتوزيع الحقائب فيها على القوى السياسية، وبأن المسألة تنتظر فقط عودة جبران.
وها هو الوزير باسيل عاد متنصلا من أي دور له في التأليف، وليتحدث عن الحصة التي يريدها من الحقائب ل”التيار”، اما السيناريو الأجد فهو يتحدث عن صيغتين قدمهما الرئيس الحريري للرئيس عون، الأولى ثلاثينية يقترح فيها هندسة يفترض ان ترضي الجميع، وأخرى من 24 وزيرا تحل مشكلة تورم الحصص لكنها تخرج عددا من الفئات من المعادلة الوزارية.
في الانتظار 3 انماط درزية متضاربة على خلفيتي التأليف ومجزرة السويداء، الوزير طلال ارسلان يصعد مؤيدا الأسد ويهاجم من يحاولون اقصاءه في الداخل، الوزير السابق وئام وهاب مع النظام في السويداء ويهدأ داخليا، أما النائب السابق وليد جنبلاط فيهاجم الأسد ويمتنع عن المساجلة داخليا بعدما قال كلمته في ارسلان ومشى.
إقليميا، افرجت سلطات الاحتلال الاسرائيلي عن الناشطة القاصر عهد التميمي بعد أن اعتقلتها 8 اشهر لتهجمها على جنديين اسرائيليين.