فطر مبارك، ولو بات من الصعب على اللبنانيين العثور على ما يفطرون عليه في ظل الأزمة المالية- الإقتصادية التي وضعت معظمهم تحت خط العوز. المسؤول عن هذه الصورة السوداوية ليس القدر المشؤوم، بل طغمة المسؤولين الذين لم نحسن اختيار أكثرهم لإدارة شؤوننا، فحل بنا ما نحن فيه من مصائب.
بكلام عملاني، إن حكومة مواجهة التحديات برئاسة حسان دياب، وبعد مئة يوم من تسلمها مقدرات البلاد والعباد، لم تجر على لبنان سوى المزيد من التحديات والانتهاكات، لكل الأعراف المالية والقانونية والإصلاحية والديبلوماسية والقضائية، حتى بلغت الأوضاع الحضيض، وصار لبنان في عزلة شبه كاملة، عن العربي المفيد والغربي القادر، وعن الانتظام الدولي العام.
أما أخطر ما أوصلتنا إليه تبعية هذه الحكومة، فهي الإنحراف بقطار الدولة مخطوفا نحو الجزء المظلم والمدمر من الشرق تحت عنوان المشرقية.
وبما أن البطالة هي أم الرذائل، فإننا بتنا نسمع طروحات تدميرية يغلف فيها الشخصي بالعام والطائفي- الفئوي بالوطني، وبتنا نرى اللعب الحر على حفافي الحرب في معرض الغيرة غير الصادقة، هذا على مصير فئة أو طائفة، وذاك على الطائف وضرورة تطبيقه، فيما دور الدويلة يكبر ويتعزز.
في هذه الأجواء، يسعى المجلس النيابي إلى تنفيسة سياسية عبر إقرار قانون العفو. وتسعى الحكومة إلى تجميل صورتها أمام صندوق النقد، عبر تجميع مؤسساتها للمشاركة كفريق واحد في ما بقي من اجتماعات، لكن دائما من دون الخطة المالية الموحدة التي يطالبها بها الصندوق.
والأخطر على صعيد انقاذ الوضع المالي، يتمثل في زج مصرف لبنان بدولاراته القليلة المتبقية، في لعبة ضبط سوق الصرف وتأمين استيراد الضروريات قبل وقف نزيفها عبر الحدود، بدلا من اتخاذ القرارات الانقاذية التي باتت معروفة، وبدلا من الاستماع إلى أنين هيئات الانتاج وصراخ الناس.
توازيا، بورصة انتشار الكورونا تراجعت اليوم إلى إحدى عشرة إصابة، فهل ذلك يعود إلى قلة الفحوصات في نهاية الأسبوع، أم لعامل آخر؟. وزير الصحة حمد حسن يجيبنا مباشرة في مستهل النشرة.