Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الأحد في 24/05/2020

كل عيد وأنتم بخير. وكاد العيد يمر بخير لولا القنبلة السياسية التي فجرها المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان. قبلان تطرق إلى أمور خطيرة، وهو لم يكتف بالحاضر والماضي القريب، بل عاد مئة عام إلى الوراء. تحدث عن لبنان الكبير من دون أن يسميه، فاعتبر أنه انتهى وخصوصا بعد التسعينات من القرن الفائت.

ما قاله قبلان في هذا الصدد يفتقر إلى الدقة. فلبنان الكبير لم ينته، وإن كان تعرض ويتعرض لاهتزاز كبير منذ التسعينات نتيجة عاملين أساسيين: الاحتلال السوري الذي استمر من العام 1990 حتى ال 2005، ثم بروز وتنامي دويلة “حزب الله” ضمن الدولة اللبنانية من العام 2005 إلى اليوم. وبالتالي كان على قبلان ألا يكتفي بالتوصيف والتعميم، بل أن يحدد المسؤولية ويسمي المسؤولين. إن لبنان الكبير بحدوده الراهنة لم يسقط، ولن يسقط. لكن المطلوب أن يصبح دولة متكاملة، بسيادة غير منقوصة، والوسيلة لبلوغ ذلك: وجود قرار واحد في دولته هو قرار الشرعية اللبنانية، ووجود سلاح وحيد على أرضه هو سلاح الجيش اللبناني.

لكن الأخطر في خطبة قبلان هو قوله بصريح العبارة وبالفم الملآن: لا للطائف. ألا يعرف قبلان أن الطائف أصبح جزءا لا يتجزأ من الدستور اللبناني، وبالتالي فإن من يقول لا للطائف كأنه يقول لا للدستور؟. ومن يمكنه أن يلغي دستورا قبل أن يوضع دستور جديد؟. ثم لنفرض أن بعض اللبنانيين لا يريدون دستور الطائف، فهل من بديل اليوم؟. وهل يمكن في ظل الاهتزازات العميقة والصراعات الكبيرة في المنطقة، أن نتوصل إلى نظام سياسي جديد؟.

طبعا، مفهوم ما يريده الشيخ قبلان. إنه يريد نسف الطائف والصيغة اللبنانية لأخذ لبنان إلى مكان آخر، يرتكز، كما أفصح هو، على فتح خط رسمي مباشر مع دمشق، وعلى الانفتاح على كل الدول وخصوصا على أسواق الشرق. إنها النغمة ذاتها تتردد وتتكرر وإن بصيغ مختلفة، والمقصود بها تطبيع العلاقات مع سوريا وايران ومن يدور في فلكهما. لكن هل هذا حقا ما يريده اللبنانيون؟، وهل الانقاذ الاقتصادي والسياسي للبنان يكون بربط اقتصاده باقتصادات متعثرة ومفلسة، وبربط سياسته الخارجية بأنظمة شمولية مارقة ومرذولة؟.