لليوم الثاني على التوالي: خطب العيد تصنع الحدث السياسي. فما قاله أمس المفتي الجعفري الممتاز أحمد قبلان، استكمله اليوم المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى رئيسا ونائب رئيس. رئيس المجلس الشيخ عبد الأمير قبلان طالب الحكومة أن تتحرر من العقوبات الأميركية، كما دعاها إلى التعاون الوثيق مع الحكومة السورية. توازيا، نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، جدد التمسك بثلاثية الشعب والجيش والمقاومة.
فكيف يمكن التوفيق بين مضمون الخطبتين؟، إذ هل يمكن التحرر من العقوبات الأميركية، طالما أن لبنان مشرذم على صعيد قراره العسكري الاستراتيجي، وطالما يوجد على الأرض اللبنانية قراران وجيشان ودولتان؟. وكيف نطلب من المجتمع الدولي أن يساعد الحكومة اللبنانية، وهو يدرك أن مسألة السلم والحرب ليست بيدها، بل بيد دولة رديفة نمت بعد التحرير الذي تحقق منذ عقدين، لتصبح هي الوصية بل المسيطرة على الدولة الأصلية وقراراتها؟.
وفي إطار العقوبات، معلومات ال “ام تي في” من واشنطن، تفيد بأن أربع حزم من العقوبات الأميركية تعد لسوريا ضمن “قانون قيصر”، وأن بعضها سيشمل لبنان، وقد يستهدف شخصيات لبنانية بارزة.
في مقلب آخر، الواقع اللبناني راوح بين الأبيض والأسود. الأبيض تمثل في اقتصار عدد المصابين بالكورونا على خمس إصابات فقط. واللافت أن الإصابات تركزت بين الوافدين، أي أنه لم تسجل أي إصابة بين المقيمين. الخبر الأسود تمثل في اتخاذ إحدى شركات الترابة اللبنانية قرارا بإقفال أبوابها. فهل من يتحرك قبل أن تلفظ الصناعة اللبنانية آخر أنفاسها، أم أن الحكومة ستبقى منشغلة بخططها وشعاراتها وتمنياتها؟، على حد ما قال الدكتور سمير جعجع في مؤتمره الصحافي. جعجع تحدث أيضا عن كلمة سحرية تخرج لبنان من مأزقه الحالي هي: الإصلاحات. فهل الحكومة قادرة على تطبيق الكلمة السحرية، أم أن السحر سينقلب على الساحر؟.
في هذا الوقت، المفاوضات بين الدولة اللبنانية والصندوق الدولي، ستعاود بدءا من الأربعاء، وتستمر الخميس والجمعة. وحسب معلومات ال “ام تي في”، فإن الاجتماعات ستبحث في مسودة مشروع ال”كابياال كونترول” التي قدمها وزير المال بنسختها الانكليزية. فهل يتمكن الصندوق والدولة من انجاز صيغة نهائية لل”كابيتال كونترول”؟، وهل تكون الصيغة المذكورة خريطة طريق الاتفاق بين الدولة والصندوق على كل الملفات المطروحة الأخرى؟.