تحت قبة قصرِ الأونيسكو تجتمع الهيئةُ العامةُ لمجلس النواب غداً للتشريع. ورُغمَ كلِّ الإستعداداتِ اللوجستيّةِ والضجّةِ الإعلاميةِ والإنتظارِ الرسميِّ والشعبيّ فإن القوانينَ الأساسيّةَ المطروحة قد يصعُبُ تمريرُها. أولاً، قانونُ الكابيتال كونترول سيؤجَّلُ البتُّ به، والأرجح أن صفة العجلة ستُنزعُ عنه وسيحالُ على لجنة المال والموازنة. السبب الأساسيّ أن البحث مع الصندوق الدولي لم ينته بعد حول الموضوع، كما أن القانون في ذاته غيرُ متكاملٍ وغيرُ قابلٍ للتطبيق في صيغته الحاليةِ لعدم وجودِ مصدرِ تمويلٍ له. ثانياً، قانونُ رفعِ السريّةِ المصرفية يُرجّح ألا يُقرّ، لأنه لا يزال يتطلّب المزيدَ من الدرس وإعادةَ النظرِ في من يشملهم. أما قانونُ العفوِ العام فيتأرجح بين التصديقِ وعدمِ التصديق. والمشكلةُ فيه أنه يَفترضُ وجودَ توافقٍ مثلثٍ عليه من القوى السياسيّةِ: المسيحيّةِ والشيعيّةِ والسُنيّة، باعتبار أنه يطاُل المُبعَدين إلى إسرائيل وجرائمَ المخدِّرات إضافةً إلى الإسلاميّين. فهل تُدوَّرُ الزوايا الليلةَ ويتِمُّ التوصلُ إلى حل؟ معلوماتُ ال “ام تي في” تشيرُ إلى أن الإجتماعاتِ تتوالى لبحث الموضوع، وأبرزُها ينعقد الآنَ عبر وسائلِ التواصلِ الإجتماعي ويضم: التيارَ الوطني الحر، والقوات اللبنانية، والكتائب إضافة الى النائبين ميشال معوض وشامل روكز. فهل يتصاعدُ الدخانُ الأبيض في اللحظة الاخيرة في عتمة الليل ويمرُّ قانون العفو غداً؟
ُبالتوازي يعقد مجلس الوزراء جلسةً الجمعة في قصر بعبدا. الحاضر الأبرز في الجلسة: التلويح الرئاسي بالمادة 56 من الدستور، والهدف: النظرُ في قرار مجلس الوزراء بعدم انشاء معمل للكهرباء في سلعاتا. فهل تمر الجلسة المكهربة على خير، ام تُفجر العلاقة المهتزة اساسا بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة؟ بعيداً من قصر الاونيسكو وقصر بعبدا ، قضية اراضي لاسا تتفاعل. واللافت دخول الكنيسة المارونية مباشرة وبقوة على الخط عبر المؤتمر الصحافي الذي عقده المطران نبيل العنداري، والذي اكد فيه ان المسيحيين هم اهل ارض لاسا وليسوا غزاة، داعيا الاخرين الى عدم تزوير التاريخ. كذلك أكد النائب شوقي الدكاش ان احدا لن يقبل بتشويه ارث لاسا وان ارضها ستُزرع. فكيف سينتهي هذا الكباش الحاد؟ واين المرجعيات الرسمية والدينية الشيعية من الموضوع؟ ولماذا لا تتدخل قبل فوات الاوان؟ كذلك أين المرجعيات الحزبية المحلية والعامة، ولماذا لا تساهم في وضع حد للاعتداء الموصوف على أراضي لاسا؟ أم ان المطلوب هو ازكاء الروح الطائفية والمذهبية و العودة بالبلاد الى اجواء الحرب الاهلية؟