مشكورة ومباركة الجلسة التشريعية النيابية، لكن أما كان افضل واسهل واقل بهدلة وتعريضا للنواب للكورونا، أن تلجأ الدولة الى تطبيق القوانين الموجودة بدلا من الهروب الى اجتراح قوانين جديدة، طالما أن النية بعدم تطبيقها هي الغالبة؟
نقول هذا لأن قانون رفع السرية المصرفية موجود وغير مطبق، وبالتالي لا جدوى من إقرار قانون جديد إذا حصر استخدامه في معاقبة المعارضين من أهل السياسية وغير السياسة، فيما قانون العفو العام رهن تفسير حزب الله لمفهوم العمالة الاختيارية لإيران والعمالة القسرية لإسرائيل، و رهن تصنيفه للموقوفين الاسلاميين، بين من حارب في سوريا مع النظام وهو بطل، و من حارب ضد النظام وهو إرهابي.
وطالما مهرب المخدرات هو في مصاف المتعاطي الضحية، وقد طالب نوح زعيتر باسم هؤلاء بإنصاف منطقة بعلبك وإقرار العفو .
أما الإنجاز الذي سجل للقوات بشخص النائب جورج عدوان فكان نجاحه في إقرار آلية جديدة للتعيينات في الدولة، سحب بموجبها سيف فرض المحاسيب، من الوزير و حصر الصلاحية في مجلس الخدمة المدنية، الأمر الذي أثار غضب التيار الحر الذي توعد رئيسه بالطعن به.
في النهاية مؤسف حقا كيف تكشف الجلسات البرلمانية، مثل اجتماعات مجلس الوزراء، ان التشريعات والقوانين إنما تسن لخدمة الطبقة الحاكمة، إن اتفقت أكل الناس الضرب، وإن اختلفت أكل الناس والدولة الضرب .
مؤسف أن نكتشف يوما بعد يوم كيف أن أزماتنا وكوارثنا هي في حكامنا ، بدليل ما أعلنه حاكم المركزي رياض سلامة اليوم أيضا أن لبنان ليس مفلسا، أي أنه مسروق ، فيما الحكومة تستسهل استعطاء صندوق النقد بدلا من البحث عن الحلول المنقذة المتوفرة والتي لا تحتاج الا الى حوكمة صالحة وحاكم صالح .
مؤسف أن الاقتتال يدور اليوم على السلطة البائدة، بينما يتضور اللبنانيون جوعا وقد صار نصفهم في البطالة وتحت خط الفقر .
في هذه الأجواء انعقدت جولة جديدة من المفاوضات مع صندوق النقد ، وقد أعلن وزير المال عن توجه الى تخفيض عدد المصارف الى النصف، واستعداد لتعويم الليرة بحسب رغبة الصندوق لكنه طالب بفترة انتقالية لتحرير سعر الصرف.
علما بأن الطحشة الأميركية التي عبر عنها ديفيد شنكر أمس والذي وصف فيها حكومة لبنان بأنها ممسوكة من حزب الله ، تبدد الإيجابيات وتبين أن العائق المانع لتمويل لبنان مرده أمران : سوء الحوكمة والفساد وتبعية لبنان للمحور الإيراني- السوري. داخليا، النظرة الناقدة للحكم والحكومة ترجمها الثوار تحركات رمزية ونوعية مقرونة بإنذارات للسلطة بالمزيد من الشارع .
توازيا بورصة الكورونا سجلت انخفاضا قياسيا اليوم، بعد استيعاب المصابين من اللبنانيين العائدين من الخارج، وبعد النجاح في محاصرة بؤر المصابين من المخالطين في الداخل.