مساعي تأليف الحكومة تواصل انحرافها عن نقطة التفاؤل العابرة التي تلت لقاء الرئيسين عون والحريري عندما قيل انهما اتفقا على الاطار وعلى توزيعة المقاعد، فبعد استقرارها فترة قصيرة عند سجال المعايير التي يجب ان يشكل على اساسها الحريري الحكومة حصلت زيارة مفاجئة قام بها الوزير باسيل الى الرئيس بري بمعية نائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي ووساطته، غاية الوزارة كسر الحصار عن الوزير باسيل، فإن نجحت يجري السعي للحصول على دعم بري لتبني طروحات التيار الحر التي تبدأ بتحجيم القوات وجنبلاط وزرك الحريري لتنتهي بتشكيل حكومة اكثرية ان دعت الحاجة وسط تصور بأن ما يوافق عليه الرئيس بري يبصم عليه حزب الله.
حركة الوزير باسيل تشكل بداية الترجمة العملية للمواقف التي أطلقها الرئيس عون أمام زواره، ولموقع الانتشار حيث طالب عون الرئيس المكلف بأن يجزم امره في هذين اليومين ويضع حدا للغنج السياسي الذي يمارسه من لا يود الاقرار بحجمه الحقيقي بعد الانتخابات مسميا القوات والاشتراكي وملمحا صراحة الى اقتناعه بتأليف حكومة اكثرية، وفي غمز مباشر من قناة الرئيس الحريري الرافض للتنسيق مع سوريا قال عون ان منطق الاشياء يقودنا الى ضرورة ارساء علاقات طبيعية بيننا وبين سوريا، كل هذا حتم ردا لاءات ثلاث من الرئيس الحريري، تزامنا اشتعلت تويتريا بين الرئيس الحريري وقياديين في تياره والوزير وهاب على خلفية انتقاد الحريري من يسابقون النازحين الى حضن النظام السوري، توازيا كان سجال عنيف بين رئيس الاشتراكي ووزير الطاقة على خلفية ما وصفه جنبلاط بالبوارج العثمانية لتوليد الكهرباء، كل هذا يجري عشية عيد الجيش الذي يحتفل بتخريج دفعة ضباط من فجر الجرود.