Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الاثنين في 15/06/2020

لو أن لبنان تعرض لكارثة طبيعية مدمرة او لفيروس قاتل ، لقلنا كما تقول اميركا او الصين أو اي دولة عظمى : نحن لسنا سوى كائنات ضعيفة لا حول لنا ولا قدرة على مواجهة جبروت القوى الخارقة . لكن يا جماعة ، يا قوم ، نحن أمام كارثة يفتعلها ويعالجها أناس غير طبيعيين يتولون شؤوننا ومصائرنا. فالمرض الاقتصادي والمالي معروفة اسبابه ومعروفة طرق علاجه لكن حكومتنا ومن يتحكم بها يرفضون سلوك المسار العلاجي الصحيح . فعلى سبيل المثال ، ورغم تحذيرنا الحكومة ان تقتصد في الكلام الطائش غير المسؤول، و تستبدله باتخاذ القرارات الصائبة والصارمة، فتضبط الزعران عن أرزاق الناس ، و تمنع تكسير بيروت وطرابلس وتحمي العملة الوطنية من المضاربين والمهربين وتوقف نزف خيرات لبنان وعملته الصعبة عبر الحدود وتستعيد سيادتها على السياستين الدفاعية والخارجية.

رغم هذا التحذير كيف تصرفت الحكومة و معها الحكم ؟ بالمزيد من الكلام ، وليس أي كلام ، فقد انزلقت ألسنة السلطة الى مستويات ومفردات مخيفة بل مضحكة مبكية: فالرئيس دياب، وبعد اربعة اشهر من ترؤسه الحكومة اعلنها اليوم حربا شرسة وطويلة ومؤلمة على ماذا ؟ على الفساد وأمام من ؟ أمام الهيئات الرقابية التي تمتنع السلطة التي هو شريك فيها عن توقيع تعييناتها القضائية.

وكان الحكم والحكومة ، استهلا النهار بسلسلة اجتماعات مفصلية ، كلفا خلالها القوى الأمنية بضبط سعر الدولار ، علما بأن الأزمة النقدية هي مالية – سياسية ، بجانب أمني سيادي ، تعرف الدولة والأصدقاء انها هي من تخلت عنه لصالح الدويلة. وهذا ما دفع الدول الصديقة الى الطلب من الحكومة أن تعجل في سحب رقبة لبنان من تحت مقصلة قيصر ، لكنها لم تسمع . الأمر نفسه اعتمدته الحكومة في ضبط الانتفاضة، وما افتعل من أعمال شغب على أطرافها لردعها وتشويه مقاصدها، فكلفت الأجهزة مطاردة المشاغبين، اي وقف سائق “الموتسيك” من دون التجرؤ على الالتفات الى من دفعه ودفع له وعبأ رأسه، علما بأن المشغلين شركاء في الحكومة وقد اثبتوا أنهم قادرون على تحويل نفس الدراج، من مخرب الليلة، الى علماني مناد بالتآخي ونبذ الطائفية في الليلة التالية، وهذا الأمر كان تسبب باشتباك كلامي عنيف بين النائبين نهاد المشنوق وأمين شري من حزب الله خلال اجتماع نواب العاصمة لبحث تداعيات اجتياح وسط العاصمة ، وقد رفض المشنوق مقولة ان لا قرار سياسيا كامنا وراء تحرك المشاغبين.

علما ان مطاردة المشاغبين اقتصرت على طرابلس فقط. أما حبة الكرز على قالب الحلوى ، فكانت بدعوة رئيس الجمهورية الأجهزة الى ممارسة الأمن الاستباقي لردع المخربين . وما فهم أن المخربين هم محركو مجموعات الانتفاضة . ويخشى المجربون من مطاطية تفسير الأوامر ، بحيث يقمع الشعب الجائع والأقلام الحرة ، فيسقط لبنان في ظلام ديكتاتوري أين منه الظلام الناجم عن انهيار قطاع الكهرباء.