IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم السبت في 20/06/2020

هل هي لعنة أم سحر أسود يضرب المفاوضات مع صندوق النقد؟، كلا ليست الماورائيات هي السبب، بل هو التقصير الرسمي الفاضح والفادح، بل الامتناع عن سلوك الطرق العلمية المعروفة لإنقاذ لبنان مما هو فيه. فبعد الاختلاف على الأرقام بين الحكومة والحكم من جهة، وبينهما وجمعية المصارف والبنك المركزي، توسم اللبنانيون خيرا بدخول لجنة تقصي الحقائق على الخط، خصوصا وأنها تضم كل الميول السياسية، ورئيسها أمين سر تكتل “لبنان القوي”، إذ بالانقسام يتفرع ويتوسع ليشمل أهل الصف الواحد في الجانبين، وها هو أحد مستشاري رئيس الجمهورية شربل قرداحي يصوب على عمل اللجنة، معتبرا أن أرقام الحكومة هي الصحيحة.

حفلة الهرج التي تجري على مرأى ومسمع فريق صندوق النقد، سترفع لديه منسوب القرف من التعاطي مع لبنان.

هذا الواقع، فرض جملة أسئلة نطرحها باسم الناس على أهل السلطة: من منكم سيفرض أرقامه على الآخر، بعدما تعذر توحيد الرؤى؟، واستطرادا، هل تمكن الرئيس دياب من إقناع الرئيس عون بتوحيد محوريهما، والانتصار على الرئيس بري والمصارف و”المركزي” ولجنة تقصي الحقائق، فتعتمد أرقام الحكومة للتفاوض مع صندوق النقد؟، وماذا إذا تمكنت لجنة التقصي من إقناع صندوق النقد بأرقامها؟.

بالمختصر إنه الجنون الذي يفاقم العاصفة. في هذه الأجواء المتوترة، يصبح نعي حوار الخامس والعشرين من حزيران في بعبدا، حتى قبل ثبوت وفاته، أمرا مبررا، فإلى جانب غياب جدول الأعمال والتحجج بإبعاد شبح الاقتتال بعد اكتشاف خيوط انقلابية تخريبية، إلى جانب هذين السببين النافيين لانعقاده، جاء هجوم رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل على الحلفاء والخصوم، على خلفيات أكثر من ملف إشكالي، جاء ليضعف بل لينسف احتمالات مشاركة المترددين.

وفي احتساب بسيط لعدد هؤلاء ولأوزانهم السياسية والطائفية والمذهبية، يمكن التنبؤ بأن اللقاء سيأتي مبتورا وضعيفا، ومجردا من الميثاقية على الصعيدين الاسلامي والمسيحي. من هنا فإن رئيس الجمهورية في موقف لا يحسد عليه، فإن استمر في دعوته واجه المخاطر التي عددناها أعلاه، وإن ألغاها فإن وقع الأمر على الأوضاع السياسية والاقتصادية، والأمنية لا سمح الله، سيكون كبيرا إذ ستفقد البلاد شبكة أمانها السياسية، ولن يبقى في الميدان إلا القوى الأمنية، علما بأن الاستقرار الأمني لا تحققه البنادق ولا الاستدعاءات البوليسية والترهيب فقط، بل الوفاق بين المكونات.

اللهم نور العقول واحيي الضمائر قبل أن يزول لبنان، وقد خطا خطوات متقدمة في هذا الاتجاه.