IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الثلثاء في 23/06/2020

قبل أن يتحول لقاء بعبدا الخميس لقاء ثنائيا أو ثلاثيا او سداسيا ، يجمع من بقي من أهل الصف الواحد المنضوين تحت راية السلطة ، وعددهم بات ضئيلا. قبل أن يتحول اللقاء الى مؤشر مقلق جدا على تحلل الدولة ومكوناتها السياسية، لا بد من التوقف عند اسباب فشل هذا اللقاء، و يأتي في مقدمها، توجس المدعوين الى القصر من جملة بنود منفرة قد يتضمنها جدول الأعمال، خصوصا المعارضين منهم. فهؤلاء لم يستشرهم أحد في الجنوح بلبنان شرقا، ولا كلمة لهم في القرارات المالية- الاقتصادية التي ستغير وجه البلاد الى الأبد، وستفقر شعبه وتكسر مصارفه وتحول الصرافين فيه الى أوصياء على اللبنانيين في نظام شيوعي كاريكاتوري مرتجل. ولا كلمة لهم في السياستين الدفاعية والخارجية، ولم يأخذ أحد رأيهم في الاصلاحات والتعيينات الادارية والتشكيلات القضائية. لكن المفاجأة الصادمة أن لا جدول أعمال للقاء، وقد اختزل بعنوان “تجنيب البلاد شبح الاقتتال”، تخفيفا للاشكالات، إلا ان الأمر أعطى ردة فعل عكسية زادت الطين بلة فالعنوان الأمني نفر هؤلاء لأن لا شأن لهم به، فالأجهزة الأمنية تتولى المهمة بإدارة المجلس الأعلى للدفاع و بأمر من السلطة السياسية، وقد ضعف هذا العنوان بإعلان وزير الداخلية لموقع الـ mtv أن خبر التهديد الأمني الذي استهدف المطار ومحيطه لم يكن جديا، ما سيضعف الثقة بجدية الانقلاب والمؤامرات التي تكلم عنها رئيس الحكومة.

أكثر من ذلك، اكتشف المدعوون أن المطلوب منهم البصم على الخطط المالية -الاقتصادية التي لم يشاركوا في وضعها، وإطلاق يد السلطة في ملاحقة الناس وقمع الحريات، والتي لن يكون آخرها الادعاء على الرجل الوطني الكبير العلامة السيد علي الأمين، بتهمة التلاقي مع الاسرائيليين في البحرين، بعد سلسلة توقيفات مماثلة لناشطين وملاحقات تذكـرنا بزمن النظام الأمني. وبعد، أليس من واجب الرئيس عون الاصغاء للعقال؟ أليس من واجب الحكومة التوقف والاستماع الى الخبراء ؟ أليس الرد على وليد المعلم الذي رفـض ترسيم الحدود مع لبنان، جزءا من عملية إبعاد كأس قيصر عنه. في النهاية، ثلاث حقائق نافية للاستقرار تولدت مما يحصل: الأولى، إصرار الرئيس عون على اللقاء وما يستدرجه من تداعيات سياسية سلبية. الثانية، امتناع معظم القوى الأساسية عن المشاركة مع ما يشكل ذلك من انعكاسات على الوضعين المالي والسياسي. الثالثة، حصول الانفراط تحت عيون مفاوضي صندوق النقد وعلى وقع التهاب الدولار وصرخات الجياع. قبل الختام، ملاحظة : إن كلام بعبدا عن أن الرئيس دياب يمثل كل السنة واللبنانيين، ألا ينسف مبدأ ضرورة وصول الأقوى في طائفته والأكثر تمثيلا الى المواقع الأولى، والتي شغر القصرالرئاسي لتحقيقها سنتين ونصف السنة ؟