ما عاد الدعوات الى توحيد المعايير تسهيلا لتأليف الحكومة تكفي، ولا الدعوات الى احترام الاوزان النيابية التي لا تزال.. ولا مساحات تفسير صلاحيات الرئيس المكلف التي لا تحتمل.. اقبالا، اين المشكلة اذا؟ المشكلة في ارادة اقليمية لها مناصروها ورسلها في لبنان ولم تعد قابلة للاخفاء تقول بضرورة قيام حكومة لبنانية تواكب بطواعية استعادة النظام السوري مقاليد السلطة، خصوصا ان المناطق التي سيسمح للاسد بحكمها ملاصقة جغرافيا للبنان، صحيح ان صراع الاحجام والحصص في الداخل حقيقي ويشكل ستارا كثيفا للمشروع المذكور لكنه ليس السبب الرئيسي لتأخر التأليف.
بل ان الستار يتمزق على يد حلفاء سوريا الذين وما ان بلغ الاسد معبر نصيب مع الاردن وتكليفه مجددا حراسة حدود اسرائيل في الجولان حتى ضربوا حصارا سياسيا فاقعا على دولتهم، وقد كشف السفير السوري بزيارته وزير الخارجية اللبنانية كل المستور، من هنا فإن كل ما نشهده من تحركات على خط التأليف لا يعدو كونه محاولات لتأكيد ربط النزاع بين الشركاء الألداء منعا للانزلاق الى ما يخرب الواقع الحالي رغم التعتير الذي هو فيه، فرغم الاختلافات العميقة لا مصلحة لأحد بالتخلص الان من الرئيس الحريري ولا في خوض المغامرة الكارثية لحكومة الأكثرية وقد ظهر الحرص جليا في موقف الرئيس بري المفرمل وفي كلام الرئيس عون الحريص على الحكومة الجامعة وفي استقباله الوزير ملحم رياشي موفدا من الدكتور جعجع، وفي الاجتماع التنسيقي المهدئ للعبة بين الرئيس المكلف ورئيس القوات.