IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الأحد في 05/07/2020

الضربة التي لا تميتك تفيدك. إنه مثل معروف ينطبق تماما على ما حصل مع حكومة حسان دياب، وتحديدا مع محاولة تغييرها. فالمحاولة التي تصرف أصحابها على أساس أنها جدية، اصطدمت في النتيجة بجدار مسدود، بل بجدران كثيرة، أبرزها موقف “حزب الله” الرافض، وشعور مختلف الأفرقاء أنهم لا يمكنهم الاتفاق على بديل، ثم عدم وجود موقف دولي ضاغط بما يكفي لتحقيق التغيير المنشود.

من هنا فإن شعار تغيير الحكومة، سيحل محله بدءا من الغد شعار تغيير أداء الحكومة، وسيتجلى ذلك بوضوح في جلسة مجلس الوزراء الثلثاء المقبل، حيث يحضر ملف الكهرباء على الطاولة. فهل تعين الحكومة مجلس إدارة جديدا لشركة كهرباء لبنان؟، وهل تبصر الهيئة الناظمة النور بعد طول انتظار؟، والأهم: هل ستتم هاتان الخطوتان انطلاقا من آلية واضحة وشفافة، أم ستكون نتيجة محاصصة ووفق مبدأ “مرقلي ت مرقلك”؟. وفي الحالة الثانية ألن ينعكس الأمر سلبيا على لبنان، فيفقد المجتمع الدولي الأمل به نهائيا، وتتعثر المفاوضات أكثر مع صندوق النقد الدولي، ويتأكد للجميع مرة جديدة أن لبنان دولة فاشلة؟.

هذا في الوضع السياسي. أما في المواقف، فإن عظة البطريرك الراعي اليوم لم تكن عادية أو كلاسيكية، لا شكلا ولا مضمونا. في الشكل إنها من المرات القليلة التي لا يخاطب فيها البطريرك الماروني المسؤولين بالمطلق، بل يوجه نداء إلى شخصيات وقوى ومؤسسات محددة. والأبرز في ندائه فقرتان. في الأولى دعا فيها البطريرك الراعي الرئيس عون إلى العمل على فك الحصار عن الشرعية والقرار الوطني الحر. إنها دعوة غير مسبوقة من سيد الصرح إلى سيد القصر. فكيف سيرد عون على الطرح: هل يتجاوب مع الدعوة ويعترف بالحقيقة المرة، أم ينتفض ويعتبر أنه لا يمكنه السكوت عن الاتهام الصادر عن بكركي، بما ومن تمثل؟.

من جهة ثانية، ناشد الراعي منظمة الأمم المتحدة إعلان حياد لبنان، مؤكدا أن الحياد وحده يضمن وحدة لبنان وقوته ودوره. فكيف سترد الأطراف السياسية المختلفة على الطرح البطريركي المتقدم والجريء؟، وهل يمكن أن يشكل ما طرحه سيد بكركي مقدمة لحوار وطني حقيقي هذه المرة، يذهب إلى العمق والجوهر ولا يكتفي بالقشور؟. الجواب عند الرئيس عون وعند رئيسي مجلس النواب والحكومة. فإما أن يتلقفوا نداء البطريرك بإيجابية وجدية، وإما أن يستمروا في تجاهل الواقع، ما يزيد الوضع تدهورا على كل الصعد. فهل هذا هدفهم: أن يحولوا معظم اللبنانيين إما إلى مشاريع جائعين أو مشاريع منتحرين؟.