يا أهل الحكم والحكومة ، والله والله ، إن العالم وصندوق النقد والاصدقاء والأعداء كلهم كانوا ينتظرون دجاجتكم العاقر أن تبيض بيضة واحدة مضيئة في ملف الكهرباء . أي أن يشمر مجلس الوزراء عن ساعديه ويقتحم ظلمة هذا الملف المظلم الظالم ، فيعين مجلس إدارة للكهرباء ” برند نيو ” وأن يتبعه بهيئة ناظمة تحرق بجديتها كل مخالفة ومخالف، فترضي اللبنانيين وتطمئن الدول المنتظرة هذه الولادة منذ ما يقرب الدهر.
فماذا حصل ؟ لقد تحاصص اهل السلطة وجاؤوا بالمساعدين والأقربين والأزلام، وأبقوا رئيس مجلس ادارتها الذي تجاوز سنيه العشرين على رأسها. أما الهيئة الناظمة فتم تدجينها وانتزعت منها صلاحياتها التقريرية وحولوها الى هيئة استشارية، يستمع اليها المعنيون بحسب أمزجتهم وأهوائهم. محصلة الأمر، أنه يسجل لهذه الحكومة وفاءها لخطها الذي هو لها: حكومة تكنوقراط متخصصة في تأبيد التبعية والزبائنية والإخلاص لأولياء أمرها .. و”كهربا رح نشوف.
أمر آخر يسجل للديابية السياسية، أنها ذهبت وستذهب أبعد في محاربة الصهيونية وامتداداتها، فبعد كشفها إسرائيلية لازارد وصهيونية كرول، ها هي تضبط fti بالجرم نفسه ، فأقصت الشركات الثلاث للتدقيق المالي عن مهمة التدقيق في حسابات الدولة ، ومنعت الحكومة بذلك اختراق أسرارنا من قبل العدو، علما بأنه وللغرابة فإن رئيس الجمهورية ووزيرة العدل أكدا في الجلسة أن لا علاقة لكرول بإسرائيل، هذا المسار يجب منطقيا إذا استمر، ان يؤدي الى منع التداول بكل وسائل الاتصالات الحديثة، والكومبيوتر والسيارات والدواء التي لإسرائيل فيها اكثر من ضلع وشراكة فعلية، أو هي متهمة بذلك. ولم تتوقف إنجازات مجلس الوزراء عند هذا الحد، فهو لم ينظر في تعيين هيئة التفتيش القضائي، ربما لعدم توافق الأعضاء على تحويلها الى استزلامية- استشارية، كذلك لم يبت المجلس بقبول استقالة المدير العام للمال الآن بيفاني، ربما لعلمه بأنه ما عاد للبنانيين من طاقة على تحمل المزيد من الانجازات، خصوصا ان المديرة العامة البديلة هي إبنة محاصصة وتنتمي الى التيار الحر.
في الانتظار محاربة الدولار من إخفاق الى إخفاق واسعار الاحتياجات الأساسية تكسر كل السقوف. وسط هذه الفوضى، جاءنا من العراق، الى اغتيال الناشط هشام الهاشمي ومحاولة البعض عندنا توسيع رقعة الترهيب الناجم من الجريمة لتصل الى الناشطين في لبنان، جاءنا خبر تعرض وزير الطاقة العراقي الذي زار لبنان أخيرا للمساءلة من قبل البرلمان، لأنه وعد بما لا قدرة له على الوفاء به، أي النفط مقابل الغذاء. لكن من يحاسب وزراءنا وحكومتنا الذين امطرونا بالمن والسلوى العراقيين2 والحرير من الصين واعتبروها بداية الثمار الكثيرة التي ستفيض علينا من سياسة الهروب نحو الشرق .. وحرير رح نلبس.