Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الأربعاء في 08/06/2020

في السجل العقاري في بعبدا تقنين الكهرباء حرم المواطنين والمحامين إجراء معاملاتهم إلا بشق النفس. في الدوائر العقارية في جونية لا حبر ولا ورق لطبع المستندات والخرائط، ما جعل المواطنين يبذلون جهودا شاقة لإنجاز ما يريدون. على الطرقات وفي الشوارع في كل لبنان تقرييا لا إشارات سير، فيما السيارات تتزاحم وتتسابق على أحقية المرور. في المحطات والمحال التجارية أسعار البنزين والمازوت والغاز إرتفعت بين 500 و2000 ليرة.

إنها اليوميات الصعبة في بلد يعاني نتائج السياسات الفاشلة والسياسيين الفاسدين المنفصلين عن الواقع. والهموم المعيشية الظاهرة لم تمنع الإتفاقات السرية وصفقات تحت الطاولة العابرة للمحيطات. فبعد أقل من أربعة أشهر على إطلاق سراح عامر الفاخوري وتهريبه بمروحية في وضح النهار إلى واشنطن، عاد اليوم إلى لبنان “قاسم تاج الدين” قبل ان ينهي محكوميته في أميركا. فهل ما حصل اليوم هو استكمال لما حصل قبل أربعة اشهر، وخصوصا أن اطلاق الفاخوري لم يواجه وقتها بموقف جذري واضح من قوى الممانعة في لبنان؟ وهل التفاهمات ذات البعد الإيراني – الأميركي ستبقى تفاهمات أمنية، أم هي البداية فقط وستلحقها تفاهمات سياسية ؟

في المحليات السياسية خبران لافتان. الاول من واشنطن حيث أكد وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو ان اميركا تدعم اللبنانيين للحصول على حكومة نزيهة. فهل يعني هذا عودة الولايات المتحدة الى ممارسة ضغوطها لتغيير الحكومة الحالية؟ الخبر الثاني من بعبدا، حيث طالب رئيس الجمهورية المجلس الدستوري بإبطال قانون يتعلق بتحديد آلية التعيين في الفئة الاولى في الادارات العامة والمراكز العليا.

طبعا من حق رئيس الجمهورية ان يبطل قانونا. لكن، في السياسة والادارة، هل طلب ابطال قانون آلية التعيين في هذه المرحلة مناسب للبنان؟ فالعالم يضعنا تحت المجهر ويطالب الحكومة باصلاحات تخرج الادارة اللبنانية من دائرة المحاصصة والتبعية والمحسوبية. فهل بالطعن بقانون آلية التعيين نقدم صورة ايجابية للمجتمع الدولي والجهات المانحة؟ اكثر من ذلك الشباب اللبناني يشكو دائما من ان الشباب الحزبيين او المقربين من احزاب وشخصيات يستأثرون بمعظم المراكز والمناصب، لأن السياسيين يريدون في الادارات والمراكز العليا ازلاما لا اشخاصا مستقلين. افلا يدرك رئيس الجمهورية انه بالطعن بقانون الالية يمكن ان يدخل اليأس الى شباب لبنان اكثر، بحيث يفقدون اي امل في مستقبلهم، بقدر ما باتوا فاقدي الامل بحاضرهم؟