مرة جديدة: لبنان بلد المشاهد المتناقضة. السفيرة الاميركية تنقلت بين عين التينة والسراي الكبير تثبيتا للعلاقات اللبنانية- الاميركية، وعقدت لقاءين مع رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة. في المقابل شهدت السفارة الاميركية في عوكر احتجاجات من رافضين للسياسة الاميركية دل على هويتهم تردادهم عبارتين: لبيك نصر الله، وما منسلم البارودة .
المشهد المتناقض يصبح اكثر تناقضا متى عرفنا ان من استقبل السفيرة في مقرين رسميين في بيروت, ومن نددوا بالسياسة الاميركية في عوكر هم جزء من المنظومة الحاكمة حاليا.
اذا، ما الموقف الحقيقي لهذه المنظومة من اميركا: هل هو موقف بري ودياب، ام موقف حزب الله؟ وهل التناقض هنا عفوي وغير مدروس، ام مخطط له ويندرج ضمن اطار الغموض الخلاق؟ الثابت ان موقف المنظومة الحاكمة يتحكم به الارباك ، والدليل انها لم تتخذ حتى الان اي موقف من دعوة البطريرك الماروني الى اعلان حياد لبنان، وهو اعلان كرره البطريرك الراعي اليوم امام وفد من الرابطة المارونية. فلم السكوت؟ هل رغبة في عدم الدخول في سجال مع البطريرك ومن يؤيدون طرحه؟ ام ان المنظومة الحاكمة لا تستطيع اتخاذ موقف سلبي من دعوة البطريرك باعتبار انها مؤتمنة نظريا على تطبيق سياسة النأي بالنفس، التي هي بشكل أو بآخر نوع من انواع الحياد؟
قضائيا، المحكمة الدولية حددت السابع من آب موعد النطق العلني بالحكم في قضية عياش وآخرين. الموعد مفصلي، وستكون له تداعيات سياسية كثيرة في حال ثبوت التهمة على عناصر من حزب الله.
على الصعيد الاقتصادي، ، سعر صرف الدولار يتراجع في السوق السوداء، من دون ان يعني ذلك ان اياما بيضاء تنتظر اللبنانيين. وفي المعلومات ان صندوق الدولي ممتعض جدا من أداء المفاوض اللبناني، وتحديدا من عدم وجود مقاربة واحدة لديه، وحتى قرار واحد. كما ان صندوق النقد فوجىء بعدم توحيد الارقام حتى الان ، وبعدم وجود رغبة جدية لدى الطرف اللبناني في تحقيق الاصلاح.
الى ذلك تعتبر مصادر وفد صندوق النقد الدولي ان معظم الاطراف السياسية اللبنانية لا تهتم الا بمصلحتها الخاصة، مع ان الوقت يداهم الجميع والبلد يحترق. وتعثر الجولة السادسة عشرة من المفاوضات امس انعكس على الجولة السابعة عشرة اليوم حيث لم يحرز فيها اي تقدم، وكان القرار الوحيد: تعليق المفاوضات الى الاسبوع المقبل.
لكن، ورغم اهمية العداد الاقتصادي، فان الاهتمام عاد ليتركز على عداد الاصابات بالكورونا، اذ اعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 71 اصابة ، وهو اعلى رقم يسجل. علما ان عدد الامس، الذي بلغ 66 اصابة، كان مقلقا ايضا. فماذا يحصل على الصعيد الصحي؟ وهل جائحة كورونا تجتاحنا من جديد؟ وماذا ستفعل الحكومة اللبنانية وتحديدا وزارة الصحة لمواجهة الواقع الخطر المستجد؟ عن هذه الاسئلة سيجيب وزير الصحة حمد حسن في سياق النشرة.