لماذا كلما تحدث حسان دياب اثار زوبعة وخلق ردود فعل كثيرة من دون ان يقنع الرأي العام ؟ اليوم تكلم في مجلس الوزراء فحرر مضبطة اتهام ، مؤكدا وجود مسؤولين وحزبيين لبنانيين يعملون بجد وجهد لعرقلة حصول لبنان على مساعدات من الدول العربية، كما تحدث عن خطة لعرقلة الحكومة من داخل الادارة. الكلام كبير، والاتهامان خطران يصلان الى حد الخيانة العظمى. مع ذلك فان رئيس الحكومة اكتفى بالعموميات. لم يحدد من المقصود بكلامه. لم يذكر اسما واحدا، ولم يورد واقعة حسية. القى اتهاماته ومشى. في منطق الدولة هذا لا يجوز. فالاتهامات غير الموثقة لا تحقق اي نتيجة، كما ان تجهيل الفاعل، اذا كان هناك من فاعل حقا، امر يناقض مفهوم المؤسسات. وعليه فان دياب مطالب باحد امرين : اما ان يفند المعطيات كاملة ويورد الاسماء كاملة، واما ان يتوقف عن توزيع الاتهامات كلما تحدث. فالاتهام من دون ادلة يحمل على الاعتقاد بأحد امرين. ان دياب يتوهم حصول أمور لا تحصل، او انه مصاب بعقدة الاضطهاد، وهما امران لا يليقان برئيس حكومة ترفع شعار: مواجهة التحديات!
في مقلب آخر، البطريركية المارونية تتحول من جديد المحجة على الصعيد الوطني، كما ان العظتين الاخيرتين للبطريرك الراعي تتحولان خريطة طريق لعمل وطني انقاذي جامع . في الديمان اليوم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ووفد قواتي موسع ، وفي دار الافتاء لقاءات لمفتي الجمهورية تمحورت حول مواقف البطريرك الراعي . وغدا يزور البطريرك الماروني قصر بعبدا ليبحث مع رئيس الجمهورية في طروحاته، لا سيما طرحه الحياد . فكيف سيتلقف سيد بعبدا مبادرة سيد بكركي؟ وهل يدعو الى حوار وطني جامع للبحث في مسألة الحياد وكل المسائل المرتبطة بها، ام نستمر ندور في الدوامة القاتلة عينها؟
في هذا الوقت الدولار عاد الى الارتفاع في السوق السوداء ، فلامس عتبة الثمانية الاف ليرة. فهل هبوط سعر الدولار ثم ارتفاعه كانا مدروسين ومدوزنين لتحقيق ارباح لجهات معينة ؟ في المقابل عدد المصابين بالكورونا واصل هبوطـه فهل تجاوز لبنان قطوع فتح المطار وعودة الحياة الطبيعية، ام ان مفاجآت غير سارة لا تزال تنتظرنا في الايام المقبلة؟ الامر يتعلق بمدى التزامنا الاجرءات… فلنلتزم.. فنربح حياتنا ولا نخسر ما تبقى لنا من اقتصاد!