IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الأربعاء في 15/07/2020

أن نحيد لبنان عن درب الفيلة والحروب، أن نحيد لبنان عن المسالك القاتلة لهويته الثقافية ولتنوعه كوطن ملجأ للأقليات في هذا الشرق، أن نحيد لبنان إنقاذا لصيغته الفريدة هذه والتي أثبتت السنوات والتجارب أنها تصلح دواء لكل الدول المركبة، هذه الرسائل حملها البطريرك الراعي إلى بعبدا ساعيا مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى اعتناقها، لا ليكون فريقا منحازا لهذا أو ذاك من اللبنانيين بل ليكون محايدا أي أن يكون حكما وحكيما وحاكما بينهم، إذ وحده ومن موقعه الدستوري وصداقته لحزب الله يمكنه أن يقنع الحزب بالإنسحاب من براكين المنطقة ومسالخها إلى لبنان، إنطلاقا من سقوط منطقه القائل إن الدفاع عن لبنان كان يحتم القتال في دمشق والعراق واليمن. فالدفاع عن لبنان الآن يحتم الدفاع عن الدولة والتنوع والصيغة لأن سقوط منظومة القيم هذه سينفي مبرر وجود لبنان، وعندها لن يكون للحزب ولا لموزاييك الأقليات اللبنانية موطىء قدم في أي مكان في العالم، وسيخسر العالم التجربة اللبنانية الفريدة. جواب الرئيس كان سريعا ، إذ ربط أي خيار وطني بتوافق كل المكونات الوطنية عليه ، علما بأن ما يدفع لبنان إليه من خيارات متهورة لا يأخذ مطلقا بهذا الرأي ، الأمر الذي دفع بمعظم المكونات الوطنية إلى المطالبة بالحياد.

وإذ كان متوقعا ان تتلقى المباردة البطريركية رصاصة رئاسية، وبأن لبنان محكوم بعذاب طويل. مبادرة وطنية انقاذية اطلقتها مجموعة من الثوار الناشطين، الجبهة المدنية الوطنية، وهي تضم شخصيات متخصصة في معالجة كل الأمراض التي يعاني منها لبنان ، من الطائفية الى الأزمات المعيشية والمالية و الاقتصادية و الإنمائية و الأمنية و الدبلوماسية وصولا الى السيادية . إطلاق الجبهة بإطار مفتوح مرن قابل للتوسيع، كسر المقولة السائدة بأن لا مشروع للثورة ولا رجال، و “عا قبال” المزيد من الجبهات كي يصبح للثورة رماح تخرق للجمود القاتل .

في الانتظار الحكومة وبدلا من أن تكون الطبيب المداوي صارت بحاجة ماسة الى طبيب نفسي مخضرم ينقذ رئيسها ومن حوله من حال الهذيان التي باتت تريهم الشعب الجائع والرأي الحر والناس في الشوارع جيوشا من المتآمرين الانقلابيين . والحال كذلك، كيف الخروج من الأزمة وكيف نلجم الدولار ونحارب الكورونا التي اصابت اليوم واحدا وعشرين من عناصر الصليب الاحمر وكيف نحضر للعام الدراسي المقبل؟ ، وترى، هل سمعت الحكومة موقف وزير الخارجية الأميركية الذي قال مثل نظيره الفرنسي لو دريان : إذا قامت الحكومة بالاصلاحات المطلوبة فإن أميركا مستعدة لمساعدتها ماليا, أم أنها تدير أذنها لسفير إيران الذي وعدها بالمساعدات المفخخة الجلابة للعقوبات، وبالليرة اللبنانية؟