IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الجمعة في 17/07/2020

الجميع يعرف أن لبنان ليس في خير ، وبأن المسار الذي يساق اليه لا يحسد عليه ولا يتمناه اي انسان لألد أعدائه ، لكن حوادث عالية الرمزية تحصل في السياق ، وهي تنذر بأن الاصطدام في قعر المنحدر صار قريبا وسيكون مؤلما .

اليوم ايها اللبنانيون هناك ثمانمئة وخمسون شخصا، اي 850 عائلة، من الجسم التمريضي والإداري تم صرفهم بدم بارد من مستشفى الجامعة الأميركية، بينهم الأب وبينهم المصاب بالسرطان وبينهم من كرس عقودا من حياته لإنجاح هذه المؤسسة، كل هؤلاء وجدوا أنفسهم على قارعة الطريق، والخوف من موجة صرف ثانية، ولا دولة ولا حماية ولا من يسأل. والمهم ألا يطلع علينا حسان دياب للحديث عن مؤامرة أبطالها موظفو المستشفى والادارة الأميركية، ويتهمهم بأنهم أكلوا له تعويضه وزعزعوا له حكومته .

حدث مدو آخر: تقرير ديوان المحاسبة الذي تسلمته لجنة المال عن التدقيق المالي لعام 1997 اشار الى شوائب واختلاسات، فيما اشار تقرير وزارة المالية، “تهدوا منيح بكراسيكم”، اشار الى سبعة وعشرين مليار دولار مجهولة المصير، لا أحد يعرف أي غول أو ثقب أسود ابتلعها، وسيكون لنا في سياق النشرة تقرير مفصل عن هذه الفضيحة، ومداخلة لرئيس لجنة المال النائب ابراهيم كنعان.

الحدث الثالث، التجمع الاعتراضي الحاشد لمدنيين و متقاعدين عسكريين، شكل في توقيته نقطة تحول خطرة، بل الأخطر منذ انفجار غضب الناس في 17 تشرين الماضي، فالذين تظاهروا اليوم يشكلون بحق مرآة لعناصر المؤسسة العسكرية وضباطها الذين هم في الخدمة الفعلية، فهؤلاء لهم نفس الحقوق المتآكلة والفارق بين الفئتين أن الفئة المدنية قادرة على التعبير فيما العسكريون لا يزالون يتحصنون بواجب الصامت الأكبر وانضباطه.
هذه المؤشرات معطوفة على النصائح الدولية والعربية، من لودريان الآتي، الى بومبيو و دايفيد شنكر مرورا بالبخاري والقناعي والشامسي وأمير الكويت وصولا الى صندوق النقد.
كل هذه المؤشرات لا تتسبب برفة جفن لدى الحكومة ورعاتها، علما بأن كل شيء ينذر بانفجار كبير اجتماعي اقتصادي مالي وربما عسكري .

توازيا، تتوسع دائرة مؤيدي مشروع الحياد الذي أطلقه البطريرك الراعي، وقد بدأت تتبدد رهانات المراهنين المحليين والاقليميين على انه سيتراجع أو ستتلاشى عزيمته إثر اصطدامها ببرودة رئيس الجمهورية وبرفض حلفائه المحليين ومن ورائهم ايران.

لكن البطريرك جدد موقفه المنحاز الى الحياد، من وادي القديسين في قاديشا حيث ملأ رئتيه حتما بنفس البطاركة المؤسسين وبرمزية الوادي، العاصمة الأولى للحياد، وملاذ الأحرار المضطهدين الذين تحصنوا بين صخوره و في جباله للاحتماء من ظلم الفاتحين الطامعين، حيث قاتلوا واستشهدوا و خططوا وبنوا الكيان والجمهورية المحايدة وما أشبه اليوم بالأمس.