في مئويته الاولى: لبنان الكبيرعلى مفترق طرق. فإما ان يلتزم الحياد فينجو، واما ان يبقى وضعه على حاله فيزول. هذا ما قاله في مجلس خاص سفير دولة عربية مؤثرة في الواقع اللبناني، وهو قول يعبر عن واقع الحال. توازيا، البطريرك الماروني مستمر في معركة تحييد لبنان. الفكرة تتبلور، والالتفاف حولها يكبر، والصرح البطريركي في الديمان يتحول محجة للمؤيدين. وفي المعلومات أن دوائر البطريركية المارونية مرتاحة الى مسار الامور، وخصوصا ان ثلاث اكثريات موصوفة تأمنت حتى الان للمشروع: لبنانية وعربية ودولية.
في لبنان معظم الاطراف تؤيد المشروع، ومن لا يؤيده لا يملك جرأة رفضه، كما ان البطريركية منفتحة على الجميع وترغب في الحوار لتأمين تأييد الاطراف المترددة او المتوجسة.
عربيا، معظم الدول العربية تحمست للمشروع، ولا سيما دول المغرب والخليج، وهو موقف معظم الدول الغربية ايضا. وعليه، فان خريطة الطريق البطريركية تقضي في مرحلة لاحقة بزيارة الفاتيكان لتقديم مذكرة متكاملة الى البابا تتعلق بالحياد. لكن الزيارة، وبخلاف ما اشيع، لن تحصل قريبا، لأن دوائرالفاتيكان في اجازة صيفية. لذا من المرجح ان تحصل الزيارة في أواخر آب واوائل ايلول، اي في الذكرى المئوية الاولى على ولادة لبنان الكبير. فهل نشهد في الذكرى المئوية بدايات تركز فكرة الحياد، فنكون امام ولادة ثانية للبنان الكبير؟
صحيا: كابوس كورونا يعود بقوة . فبعد مرور اسبوع على الارتفاع اليومي لعدد المصابين توفي اليوم اول طبيب لبناني بالكوورنا، فتحول بذلك من مكافح ومحارب ضد الوباء الى ضحية له . واللافت قول وزير الصحة ان لبنان اضحى في منزلة بين المرحلتين الثالثة والرابعة . فهل ما زلنا قادرين على عدم الانزلاق الى المرحلة الرابعة وبالتالي منع التفشي المجتمعي للوباء؟ الثابت اننا اصبحنا كما قال الوزير حمد حسن في عين عاصفة جائحة الكورونا . فهل سنتصرف فرديا وجماعيا كما يجب ونلتزم الشروط الصحية الوقائية المطلوبة ، ام سنواصل استهتارنا ولا مبالاتنا فنخسر معركتنا مع وباء لا يبدو ان الحرب العالمية ضده ستنتهي قريبا ؟ معيشيا ، حتى الان لا تقدم في التغذية الكهربائية الا في المؤتمرات الصحافية وفي كلمات المسؤولين ووعودهم المعسولة . واذا صدق وزيرا الطاقة والاقتصاد فان اللبنانيين سيلحظون تحسنا بالتغذية الكهربائية قبل يوم الاربعاء. فهل يتحقق الموعد الكهربائي الجديد، ام يكون مجرد ابرة مورفين لتخدير الناس المنتظرين في جحيم الحر ولعنة العتمة ؟