مثل دجاجة عمياء تتعثر الحكومة بإخفاقاتها الكثيرة تماما كما تدوس بتناقضاتها ما تعتبره نجاحات باهرة. مخلصا لهذا النهج أقر مجلس الوزراء تكليف شركة ALVAREZ-MARSEL التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان . والسؤال ، لماذا اعتماد ALVAREZ- الباهظة الثمن والتي لها علاقة باسرائيل، وليس “كرول” الأقل كلفة بأربعة أضعاف، والتي لها علاقة بإسرائيل ؟ لماذا بعد اسابيع من التأخير القاتل تحولت القناعة، بل العقيدة الراسخة، من رفض مطلق لأي عرق اسرائيلي ينبض في هذه الشركات ، الى فتوى حزب إلهية سمحت باعتماد الشركة الأقل إسرائيلية بين الإثنين ، تماما كما اسقط الحرم عن صندوق النقد وصار بابا إلزاميا للعبور الى النهوض المالي – والاقتصادي . الجواب طبعا لم يأت من الحكومة بل بالاستنتاج المنطقي ، بأن الحزب المحشور بجوع الناس ، سمح للحكومة والعهد بإنجازين هزيلين يستقبلان بهما جان إيف لو دريان غدا. وهكذا كان ، فاعتمدت شركة التدقيق واتخذ القرار بوضع سكانرات والتدقيق الملزم بكل البضائع التي تدخل لبنان عبر الممرات الحدودية . لكن لو دريان المعصب من السلطة سيقول لأركانها : انتم مهتمون بخزعبلات كثيرة والمطلوب واحد : أقله التحقيق الجنائي بالثقب الكهربائي الأسود ، الذي يبتلع كل مقدرات اللبنانيين، وخطة النهوض الاقتصادي ومحاربة الفساد.
وسيضيف لو دريان الى المضبطة الاتهامية المهينة ، بند الحياد المنقذ للبنان من حروب المنطقة التي تنعكس دمارا على تماسك الدولة ، وهو مقتنع مثل الفاتيكان ومثل كل أصدقاء لبنان ، العرب والأجانب ، ومثل معظم اللبنانيين بأن خمسين بالمئة من كارثتنا الإقتصادية-المالية سببها إجبار لبنان على الانحياز الى محور الممانعة ، وهو لن يتمكن من النهوض من هذه الكارثة مهما كانت خطط النهوض خلاقة ، وهي ليست كذلك ، إلا بإعلان حياده والتزام مندرجات الدستورين الأول والثاني وروحية الصيغة والميثاق ، وقد قالت كلها بالحياد. في الانتظار لبنان ، يتقلب على نارين : الأولى ، الأزمة الاقتصادية التي تزداد شدة مسقطة كل العلاجات الحكومية الكلامية التجريبية . والثانية ، الارتفاعات المقلقة للمصابين بالكورونا والناجمة عن ازدياد أعداد المغتربين العائدين ، والتفلت الداخلي الكبير من ضوابط الوقاية وعدم التزام التباعد الجسدي . ويزداد الطين بلة بالتقارير المقلقة عن عدم اقتصار الحالات المميتة على فئات كبار السن والمرضى ، وشمولها فئات الشباب الأصحاء ، كحال الطبيب الشهيد لؤي اسماعيل . ولنا في سياق النشرة شرح طبي لهذه الظاهرة…