زيارة وزير خارجية فرنسا انتهت، لكن المشاكل اللبنانية مستمرة. لودريان غادر شبه يائس من مسؤولين غير مسؤولين، لكن المسؤولين الفاشلين لم يغادروا ولم يتزحزحوا. جولة الوزير الفرنسي تضمنت رسالتين: سلبية وايجابية.
الاولى برسم السلطة اللبنانية مجتمعة، فحواها انها سلطة عاجزة وفاسدة، وهو ما عبر عنه لودريان حين قال في مجلس : لقد جئت لممارسة ديبلوماسية الصدمة وليس الديبلوماسية التقليدية، فالصدمة ضرورية مع مثل هذه السلطة. وضمن الرسالة السلبية العامة خيبة امل خاصة من الحكومة اللبنانية. ففرنسا كانت من الدول القليلة التي راهنت على نجاح الحكومة لكنها اكتشفت ان رهانها كان في غير محله، وان حكومة دياب اعجز من ان تحقق المطلوب منها.
مقابل الرسالتين السلبيتين رسالة بالغة الايجابية الى الشعب اللبناني، تجلت في المساعدات التي قدمتها فرنسا للمدارس الكاثوليكية والفرنكوفونية بمعزل عن موقفها من المسؤولين، والاهم موقف لودريان المؤيد دعوة البطريرك الراعي الى الحياد.
فالموقف الفرنسي الواضح والصريح ليس تفصيلا، ويمكن ان يؤسس لنقل القضية اللبنانية الى مستوى أخر، بل ان يفتح امام لبنان أبواب الخلاص.
امنيا، ما حصل ليلا للطائرة الايرانية اقلق اللبنانيين وطرح اكثر من سؤال، الملابسات مقلقة، والتفاصيل تستدعي اكثر من اشكالية. فهل ما حصل للطائرة سيعرف، ام انه سيبقى لغزا يضاف الى الالغاز اللبنانية؟
صحيا، فضائح الاغذية غير المطابقة للمواصفات مستمرة. اليوم مداهمتان جديدتان اثبتتا ان سلامة الغذاء وسلامة اللبنانيين في خطر، وان السلطات اللبنانية لا تستفيق الا موسميا على الموضوع، علما انه من أدق المواضيع واهمه،ا لأنه يتعلق بصحة الناس.
توازيا، المفاوضات بين لبنان وصندوق النقد الدولي مهددة، والسبب كالعادة: انقسام اللبنانيين. ذاك ان الخلافات تقوى بين اطراف الوفد اللبناني. فلازارد تصر على الهيركات، فيما المصارف تهدد بالانسحاب.
على صعيد كورونا، الوضع غير مريح. ارقام الاصابات مقلقة، كذلك نوعيتها، ما يعني اننا امام مرحلة صعبة، حتى قبل ان تبدأ الموجة الثانية من انتشار الوباء. فهل نلتزم التدابير المطلوبة فنحمي انفسنا ومن حولنا ، ام نستمر في لامبالاتنا و”استلشاقنا” فندفع الثمن صحيا، كما ندفع الاثمان الغالية ماليا واقتصاديا واجتماعيا؟