مساء الخير ارتدوا الكمامات. اشتعلت حرب صغيرة بين القوات الاسرائيلية ومجهولين في منطقة مزارع شبعا ، أكثر من ساعتين اشتعلت خلالها التلال والجبال وتساقطت القذائف الاسرائيلية وحلق الطيران في أجواء المنطقة .
كل المعلومات تقطعت على أن حزب الله قد نفذ العملية العسكرية المتنظرة انتقاما لأحد عناصره الذي قتلته اسرائيل في سوريا. وبعد صمت طويل اصدر حزب الله بيانه المفاجأة ، وجاء فيه أن لا علاقة للحزب بما جرى وبأن لا عملية في المنطقة كما تدعي اسرائيل.
وما حصل بحسب البيان، أن حال الرعب التي يعيشها جيش الاحتلال الصهيوني وقلقه من ردة فعل المقاومة على الجريمة التي أدت الى استشهاد المجاهد علي كامل محسن، جعلا العدو يتحرك بشكل متوتر ميدانيا واعلاميا ، وكل ما تدعيه وسائل إعلام العدو عن تسلل وجرحى وشهداء هو غير صحيح على الاطلاق وهو محاولة لإختراع انتصارات وهمية، وقد جدد الحزب في بيانه الحق بالانتقام لمقاتله الذي سقط في سوريا.
من هنا، فإن أقل تداعيات هذا البيان في اسرائيل يجب أن تكون استقالة نتنياهو وغانتس وقادة الجيش بعد اختلاقهم هذه الحرب الوهمية المفترضة علما بأن اسرائيل قالت بأن لديها توثيق لما حدث في المزارع . ما حصل ، و إن لم يكن حربا ولا اشتباكا ، إلا أنه، يعكس ومن دون أدنى شك حال التوتر السائدة جنوبا ويؤكد أن لبنان يعيش على فوهة بركان. الأمثولة من المحاكاة التي حصلت بالنار اليوم ، ألا يظل الحياد مادة للنقاش البارد تفترض إجماعا وطنيا ، بل يجب أن يسلك الخيار مساره القانوني والدبلوماسي الى التنفيذ و بمن حضر من اللبنانيين ، وهم أكثرية ساحقة ، إنقاذا للبنان من كارثة محققة .
في الداخل ، الدولة في سباق متعثر مع فيروس كورونا الذي يسجل أرقاما قياسية مثيرة للهلع ، والتدابير التي تسعى الحكومة الى أخذها لمواجهة توسع الوباء تعكس حيرة وترددا يتنازعان المرجعيات الوزارية الصحية والاقتصادية ، التي لا تحسد على ما هي فيه . فالواقع الاقتصادي لا يحتمل اقفالا طويلا وشاملا للبلاد ، فيما الوضع الصحي يستدعي مثل هذا التدبير ، وبين القرارين تفلـت مجرم لقطيع من الناس من التدابير الوقائية ، ولو جاءت على حسابهم وحساب المجتمع بأكمله . وما يعكس الحيرة اكثر ، القرارات التي أوصت بها لجنة الطوارىء الصحية وتبنتها الداخلية بإقفال متقطع للبلاد لأيام ومن ثم إعادة فتحها ، في تصرف غير مقنع وغير مسبوق ولم نسمع بمثله في العالم الذي يواجه كورونا . والتوصية تحتاج الى موافقة مجلس الوزراء غدا كي تسلك طريقـها الى التنفيذ .
في السياق ، وفي انعكاس لعدم ثقة الناس بالقرارات الرسمية تنهال الاتصالات على الإم تي في كي تعلن هي حال الطوارىء كما فعلت في السابق . أما الدواء الأفعل في مواجهة الفيروس فهو ارتداء الكمامات والوقاية الصحية وعدم الاختلاط، والضغط على الحكومة كي تتخذ التدابير الصارمة بحق المخالفين ومعاملتهم على أنهم قتلة متنقلون يتعين حجرهم ، كيف لا، وقد أحصي اليوم 132 إصابة والحبل على الجرار.