العقاب الاميركي الاوروبي لبشار الكيميائي لا يزال كلاميا، والواضح ان العائق الذي يؤخر العمل العسكري المحتمل ليس سوريا بل روسيا، فإصرار موسكو على الوقوف متراسا بين الصواريخ الاميركية ونظام الاسد جعل ترامب يتريث، العناد الروسي وضع واشنطن امام خيار صعب وحيد هو الحرب الشاملة مع كل ما يستدرجه هذا المسمى من تداعيات لا تريد التورط فيها. والاسئلة التي تطرح نفسها الان هي، هل يتحمل الفيل الاميركي ان يتحول فأرا ويتراجع امام موسكو؟ وما قصة الصواريخ فائقة الذكاء التي لا تصاب ولا يشوش عليها التي هدد بها ترامب؟ وهل تبقى هذه الصواريخ من دون رد؟ ام ان قبة باط روسية لضربة محدودة واردة الحصول تفاديا للاعظم؟ والفرضية الاخيرة تبررها معلومات عن ان الاتصالات لم تنقطع بين موسكو وواشنطن.
في اي حال الشرق الاوسط ان افضى التهويل الى ضربة محدودة ام الى حرب ام انتهى الى لا شيء سيدخل مرحلة عالية التوتر قد تجعل من الحرب متنفسا للموتورين في غياب الحلول العقلانية وما حصل من اجهاضات متبادلة للمشاريع الاميركية والروسية في مجلس الامن خير دليل على الافاق المغلقة، لبنان في الاثناء يبحر عكس التيار، الرئيس سعد الحريري يسعى بعد سيدر الى عزل البلاد عن نار الاقليم بالتوجه نحو الانماء والاعمار وتحصين الواقع الامني بوضع اقتصادي واعد، لكن الخطاب الانتخابي المتوتر والتراشقات السياسية العنيفة يشوشان على هذا التوجه.
في السياق الانتخابي لا يزال الاشراف على تصويت المغتربين يثير الغبار وقد جدد الوزير المشنوق التأكيد ان التدابير المتخذة تضمن نزاهة الاقتراع.