IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الاثنين في 03/08/2020

حكومة ومحكمة وكورونا. انها الثلاثية الذهبية التي تتحكم في الواقع السياسي الاسبوع الحالي. حكوميا، ناصيف حتي أحرج فأخرج. بعد ستة أشهر وثلاثة عشر يوما على تشكيل الحكومة رفع الديبلوماسي العتيق العلم الابيض، يئس من رفاق الطريق، فاستسلم بهدوء وكبر. فضل الخروج من المركب قبل ان يغرق بما وبمن فيه، وحتى لا يتحمل او يحمل مسؤولية غرق المركب. في سرعة قياسية وفي ساعات قليلة استقال وزير فعين وزير مكانه. قد تكون اسرع استقالة تقبل لوزير في تاريخ الجمهورية، واسرع تعيين لوزير بديل. كأن منظومة السلطة تريد خروج ناصيف حتي من قصر بسترس بأسرع وقت ممكن، ومحو اثره من الوزارة التي كان يشغلها.

فنموذجه يزعجها لأنه من الوزراء المستقلين القلائل. لكن استقلاليته ليست مصدر الانزعاج الوحيد منه، بل ايضا اكتشافه كذبة التغيير والاصلاح ومحاربة الفساد، واكتشافه ايضا ان لبنان بفضل السياسة الخرقاء والهوجاء التي ينتهجها مسؤولوه ينزلق بسرعة ليتحول دولة فاشلة. يقول المثل: الثورة تأكل ابناءها، لكن في منظومة الفساد السياسية المتحكمة في البلد: السلطة تأكل ابناءها. وهي أكلت اليوم وجود ناصيف حتي في الخارجية، وقد تأكل قريبا وزراء آخرين ومسؤولين آخرين. فهل حكم علينا في الدولة الفاشلة ان يخرج اصحاب الكفاءات والمستقلي الرأي من دائرة القرار, وان تخلو الحكومات شيئا فشيئا من رجالات الدولة الحقيقيين لتقتصر على المصفقين والمطبلين والمزمرين، وعلى.. حفنة من المستشارين؟

قضائيا ، الأنظار مشدودة الى لاهاي بانتظار النطق بالحكم في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه . لكن الاهم هو معرفة كيف ستتصرف الحكومة والسلطات اللبنانية في حال دانت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان المتهمين الاربعة المنتمين الى حزب الله .

القانون ينص على انه بعد تسليم السلطات اللبنانية المختصة اسماء المتهمين- المدانين فان على السلطات المذكورة واجب البحث عن هؤلاء وتوقيفهم وتسليمهم الى المحكمة الدولية.

فهل السلطات اللبنانية قادرة على ذلك؟ بل هل هي راغبة اساسا في ملاحقة من تثبت ادانته؟ وفي حال تخلفت السلطة عن ذلك الن ننتقل من مرحلة الادانة الغيابية الى مرحلة العقاب الغيابي الافتراضي؟

كورونيا، الوضع غير مطمئن لا محليا ولا دوليا. في لبنان الرقم المسجل اليوم 177 اصابة وثلاث حالات وفاة، فيما الوزرات المعنية لا تتشدد في تطبيق الاجراءت الوقائية، وهو ما دفع لجنة متابعة ملف فيروس كورونا الى رفع توصية الى رئاسة الحكومة بفرض منع تجول خلال فترة اقفال البلد بين 6 و10 آب. عالميا منظمة الصحة العالمية اعلنت انه لا يوجد حل سحري في الوقت الحالي لوباء كورونا وقد لا يوجد ابدا. فهل ندرك كلبنانيين الحقيقة الصعبة ونتعايش معها، فلا نفشل في الصحة كما فشلنا سياسيا واقتصاديا وماليا؟