Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الخميس في 06/08/2020

السيد عون، السيد بري، السيد دياب، إذا استفقتم غدا ورأيتم إهراءات القمح قد بنت نفسها وعاد مئات الشهداء الى الحياة، وعادت بيروت التي دمرتموها، مدينة نضرة تنبض بالحياة، عندها وعندها فقط يمكنكم الادعاء بأن زيارة ماكرون وأطنان الأدوية والضمادات والشاش واليود التي تنهمر على بيروت، هي مؤشر لفك عزلتكم السياسية، التي سجنتم انفسكم ولبنان وشعبه وراء قضبانها، بفعل فساد إدارتكم ورجالكم وتبعيتكم العمياء للدويلة التي لم تجلب على لبنان غير الحروب والقلعة والمجاعة منذ 25 أيار العام 2000 بعد اندحار اسرائيل .

ايها السادة، لن نعول أبدا، على وطنيتكم وتجردكم لنعتقد ولو لحظة أنكم ستسمعون وتستوعبون ما قاله لكم الرئيس ماكرون، وهو استعادة بليغة لما قاله لكم وزير خارجيته جان أيف لودريان، كما لن تستوعبوا الرسائل الواضحة التي وردتكم، من منطقة الجميزة مار مخايل، وسنكرر لكم بعضها علكم تسمعون.

قال ماكرون : “سأزور المسؤولين الرسميين لياقة وسأسمعهم ولن أسمع لهم، أنا هنا من أجلكم وليس لدعم السلطة، لا تخافوا لن نرسل المساعدات الى السلطة الفاسدة بل سنرسلها اليكم عبر المؤسسات غير الحكومية، وهذا يعني كي لا تسرق كما سرقت مساعدات حرب تموز”.

وختم ماكرون: “نحن ندخل مع لبنان عصرا جديدا لا مكان فيه لهذه الطغمة المتحكمة، ولتكتمل الصورة الرمادية.

لقد جمع الرئيس الفرنسي في قصر الصنوبر كل الشخصيات السياسية والأهلية، التي لم يتمكن السيد عون من جمعها في بعبدا، او لم يرغب.

زيارة ماكرون التي شكلت لكم كابوسا يا أهل السلطة، رغم مكابرتكم، شكلت نسمة منعشة من شأنها تبديد العصف الساخن لإنفجار الرابع من آب، و بداية كسر نير استبدادكم بشعبكم وبلبنان الدولة.

فإضافة الى رمزية الاختلاط بالناس، اختار ماكرون الجميزة وتحديدا شارع غورو، الذي في عهده ولد لبنان الكبير، للتأكيد على أن لبنان لن يموت بل سيجدد في مئويته الأولى حقه بالوجود كدولة حرة سيدة مستقلة.

الى جانب هذا، أحيت زيارته الأمل الذي ولدته في قلوب اللبنانيين زيارة البابا المحرر يوحنا بولس الثاني عام 1997، في زمن كان لبنان يغرق تحت نير الاحتلال السوري.

وفيما بدأ الثوار يجمعون صفوفهم لإعادة النفخ في أشرعة التغيير، التقطت أنتينات النائب جنبلاط رياح التغيير التي تتجمع في الأفق فاستعاد مضامين الخطاب التحرري الذي اعتمده منذ بدايات العام 2000.

في الانتظار، لبنان والعالم ينتظران نتائج التحقيق بالزلزال – المجزرة كي تقنعنا السلطة بأن قضاءها نزيه، وبالتالي لن نحتاج الى محكمة دولية ثانية.

توازيا، الكورونا تواصل انتشارها، وقد وقع ما كنا نخشاه: انفجار 4 آب أخرج عددا من المستشفيات من الخدمة، وملأ أسرة المستشفيات القليلة الباقية، والوقاية هي دواؤكم الوحيد ايها الناس “فانتبهوا”