IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الثلثاء في 11/08/2020

بعد أسبوع كامل على زلزال بيروت : لبنان لا يزال في عين العاصفة. وهي عاصفة مزدوجة: أمنية وسياسية.

أمنيا كل يوم يتكشف الوضع على فضيحة جديدة. فبعد الكشف على مواد تثير الشك في معمل الزوق الحراري، معلومات خطرة جديدة تبرز وتتعلق بمرفأ بيروت ايضا. وكالة “اسوشيدتبرس” ذكرت ان خبراء كيماويين فرنسيين وايطاليين يعملون وسط انقاض ميناء بيروت، قد حددوا حتى الان اكثر من 20 حاوية تحتوي مواد كيماوية خطيرة، وان احدى الحاويات كان فيها تسرب.

الخبران غير عاديين، ويطرحان اكثر من سؤال. فهل نحن نعيش في بلد وعلى أرض آمنة ام فوق بقع متفجرة ومفخخة بكل انواع القنابل الموقوتة وغير الموقوتة ؟ ثم: من المسؤول عما كشف عنه في معمل الزوق الحراري ، وعما كشف عنه حديثا في مرفأ بيروت؟ وهل ما كشف عنه في بيروت وجونيه هو آخر المفاجآت، ام ثمة مفاجآت اخرى ستظهر ايضا في الايام المقبلة؟ والاهم: هل سيحاسب من يتحمل المسؤولية في الزوق وبيروت، ام ان لا مشكلة طالما ان المواد الخطرة لم تنفجر ولم تقتل وتجرح وتخرب؟

ايها المسؤولون، كونوا مسؤولين حقا لمرة واحدة، والا فان لبنان لن يصبح دولة بل سيبقى مقبرة مفتوحة، وسيبقى ابناؤه شهداء دائمين، ولو مع وقف التنفيذ احيانا.

سياسيا :الوضع الحكومي مفتوح على اكثر من احتمال، وان كان يمكن حصر الاحتمالات بثلاثة. الاحتمال الاول تشكيل حكومة وحدة وطنية من السياسيين برئاسة سعد الحريري. و هو طرح تدفع باتجاهه فرنسا ويؤيده داخليا حزب الله وحركة امل وتيار المردة.
الاحتمال الثاني تشكيل حكومة حيادية من اصحاب الخبرات والاختصاص برئاسة شخصية مستقلة. اما الخيار الثالث فتشكيل حكومة حيادية برئاسة الحريري. والخياران الثاني والثالث تحبذهما الولايات المتحدة الاميركية ويلقيان تأييدا من تيار المستقبل والتقدمي والاشتراكي والقوات اللبنانية.

لكن الحريري لم يحسم امره حتى الان بالنسبة الى ترؤس الحكومة العتيدة ، وهو ابلغ من تولوا جس نبضه حول الموضوع انه لا يقبل بترؤس حكومة الا في حال توافر شرطين : الحصول على صلاحيات استثنائية لها، وعدم مشاركة جبران باسيل فيها .

واللافت ان البحث في الوضع الحكومي ترافق مع تراجع الحديث عن اجراء انتخابات نيابية مبكرة، او عن مصير الرئاسة الاولى . فهل الشارع الناقم والغاضب في وارد القبول من جديد بحل ترقيعي يعيد التجارب الفاشلة لحكومات الوحدة الوطنية او التجربة الافشل لحكومة حسان دياب ؟ ولماذا يصر اصحاب الحل والربط على تجاهل المطلب الاساسي للناس ، وهو اجراء انتخابات نيابية مبكرة تنبثق منها سلطة جديدة ؟

الجواب واضح لأنهم يخافون كلمة الشعب وغضبـه ان يتحولا كلمة مدوية في صندوقة الاقتراع . فعيشوا ما شئتم في خوفكم ، واعلموا ان حلولـكم المجربة سابقا والفاشلة لن تنفع ، وتذكروا ان اسوأ الحكام هم الحكام الذي يعيشون في هاجس الخوف من شعوبهم.