Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الخميس في 13/08/2020

انها جمهورية محكومة بالفشل والعجز ، وهما تجليا اليوم في عدة مواضع.

الموضع الأبرز: الشأن الحكومي، فرغم مرور أربعة ايام على استقالة حكومة حسان دياب فان لا حركة مشاورات حقيقية تمهد للاستشارات النيابية الملزمة في قصر بعبدا، كأن القوى السياسية “المستقتلة” عادة على عمليتي التكليف والتأليف فقدت شهوتها الى السلطة .

فما السبب؟ هل لأن حسان دياب فاجأ القوى السياسية باستقالته؟ ام لأن هذه القوى تعيش عقدة تفجيرمرفأ بيروت، وهي احتراما منها لوجع الناس وألمهم لا تريد ان تفتح الآن بازار الاسترئاس والاستيزار حتى لا تقوى النقمة عليها وعلى فسادها؟

السببان غير منطقيين بالنسبة الى هكذا منظومة فاسدة ومفسدة، السبب المنطقي الاوحد ان الوضع افلت من يد القوى السياسية، التي تنتظر كلمة السر الاقليمية والدولية لتبني على الشيء مقتضاه.

بعبارة اخرى، القوى السياسية تترقب نتائج زيارة وكيل الخارجية الاميركي ديفيد هيل ووزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الى بيروت.

هيل بدأ زيارته اليوم، اما روحاني فيبدأها غدا. وبعد الزيارتين ستتضح الصورة “المغبشة” حتى الان، اي سيعرف زعماء الاحزاب والطوائف حينها من سيسمون لرئاسة الحكومة ومن سيوزرون.

انه فصل آخر من فصول اللاسيادة، بل فصل من فصول ارتهان زعماء الداخل لارادة الخارج. فهل زعماؤنا زعماء حقا، ام مجرد وكلاء صغار للخارج ، بل حتى ..وكلاء تفليسة؟

نيابيا الصورة ليست أزهى بكثير ، فبعد عشرة ايام بالتمام والكمال استفاق مجلس النواب على هول الزلزال الذي ضرب بيروت ، فصادق على مرسوم حال الطوارىء ! اي ان المصادقة حصلت بعد تسعة ايام على صدورالمرسوم وقبل خمسة ايام من انتهائه ! انها صورة موجعة ، ولكن معبرة ، عن البطء واللافاعلية لمجلس انتخبه الشعب ليدافع عن مصالحه وليجسد تطلعاته .

فهل مثل هذا البرلمان لا يزال يمثل الشعب حقا ؟ الانكى ان رئيس مجلس النواب اعتبر استقالة نواب وتلويح نواب آخرين بالاستقالة مؤامرة . فعن اي مؤامرة تتحدث يا سيد بري ؟ الا تدري ان الاستقالة حق دستوري للنواب وطريقة من طرق التعبير عن الرأي ؟ ولماذا كل تصرف في هذه الجمهورية يوضع تحت خانة المؤامرة ؟

على اي حال ، ان الشعب في واد آخر، فهو، وبعكس نظرية بري، يعتبر كل نائب لم يستقل متآمرا عليه وعلى مصالحه وعلى تطلعاته ، وهو متآمر مع الخارج ضد الداخل. والانطباع الشعبي غير مستغرب .

اذ نعلم جميعا ان نوابا كثيرين كانوا يريدون الاستقالة ، لكن الايعاز الاقليمي والدولي منعهم من تحقيق ارادتهم ،اي ان ما يسري على الشأن الحكومي يسري ايضا على الشأن النيابي.

وهنا المؤامرة الحقيقية يا سيد بري ، وهي مؤامرة على الشعب وضده. وكن على ثقة انه لو لم تصدر كلمة سر اقليمية ودولية بمنع النواب من الاستقالة لكان مجلس النواب فرط عن بكرة ابيه . فكفى اتهامات بالتآمر والتخوين ، و تأكد بأن مقولتـك الشهيرة عن ان ” المجلس سيد نفسه” هي مجرد نكتة لم يعد يصدقـها أحد.!