لبنان دولة سيدة مستقلة، لا احد يفرض عليها خياراتها.
الكلام لوزير خارجية إيران، وقد كرره أمام وزير الخارجية والسادة رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة المستقيل .
لا، لا تحسبوا أن في كلام محمد ظريف اي تناقض او تدخل في شؤوننا، فهو لا يفعل سوى تأكيد ما قاله قادة إيران تكرارا، بأن لبنان مثل العراق واليمن وسوريا يقع ضمن منظومة السيطرة والتحكم الإيرانية.
أي أن ظريف لم يكن يدافع عن لبنان السيد، بل عن تأكيد سيادة إيران على قراره.
تداعيات الموقف الإيراني على لبنان الذي يستقطب بعد الرابع من آب ضيوفا كبارا جاؤوه من بوابة المساعدات الانسانية، ويعتبرون أن نهوضه من الكارثة يتطلب مساعدته على تأليف حكومة محايدة وإجراء اصلاح شامل وبالعمق.
تداعيات موقف رأس الدبلوماسية الإيرانية، هل تؤدي الى إجهاض المسعى الفرنسي، ومحاولات واشنطن سحب لبنان من حلبة التجاذبات الاقليمية ؟ هل هي إيحاء لفرنسا وأميركا وروسيا بأن طهران هي المحاور في الشأن اللبناني ؟ وأخيرا، هل نصدق ما يسوقه الصف الممانع بأن أمريكا زحطت فرنسا، ام تواطأت معها، ولزمتا لبنان لطهران ؟
باكر قليلا القفز الى الاستنتاجات الآن، ونحيل من يتبنى ايا من هذه الفرضيات، الى حقيقة أن في لبنان شعبا ينتفض، والكلمة الأخيرة في اي شأن وطني تعود اليه، بدءا من 17 تشرين .
بعيدا من قنبلة ظريف و انعكاساتها المحتملة، ذكر موقع “أساس” الالكتروني ان الرئيس ماكرون استمزج آراء السادة عون بري والحريري في تسمية نواف سلام، وإذ لمس ترددا في موقف عون وبري، طلب من الحريري دعم ترشيح سلام لرئاسة الحكومة.
في الانتظار البلاد تغص بالضيوف الأجانب والعرب الذين جاؤوا للتضامن والمساعدة، خصوصا في المجالات الطبية والاستشفائية والتموينية، ولعل الأكثر لفتا للانتباه من بينهم، وزيرة الجيوش الفرنسية التي قدمت بلادها حاملة طوافات ضخمة وطاقما متعدد الاختصاص مؤلفا من 700 فرد، والمبعوث الأميركي ديفيد هيل، الذي، صحيح أنه شمل بجولاته المرجعيات الرسمية ، لكنه زار البطريرك المنحاز الى الحياد، و سيلتقي الليلة وغدا شخصيات سياسية معارضة داخل السلطة وأخرى خرجت منها.
والأهم لقاء هيل مجموعات من الحراك المدني الذي لاحظ انخراطها في مساعدة الناس وجديتها وتنظيمها، ليكتشف وجهها السياسي وما ستقترحه من مشاريع نهوض وبرامج سياسية اجتماعية ودستورية ستؤكد انها البديل موجود وصالح.
في الانتظار، وفيما التركيز على ترهيب الناشطين وقادة الرأي يتلون ويعلو ويخفت، بما يذكر بزمن النظام الأمني البائد، لفت استهداف إحدى أرفع آلات الحقد الاعلامي الأصفر، النائب وليد جنبلاط واتهمته بالتآمر لاستدراج ضرب حزب الله، الأمر الذي استدعى هجمة اشتراكية مضادة توجها جنبلاط برفع دعوى قضائية ضد الوسيلة المذكورة.