Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ“mtv” المسائية ليوم الخميس في 20/08/2020

… وفيما سماء السياسة ملبدة باليأس وانسداد الآفاق أمام الحلول الخلاقة التي من شأنها إخراج البلاد من الكوارث التي هي فيها، حرك الرئيس نبيه بري المستنقع الراكد بتوجهه أمس إلى بعبدا بتفويض مضمر من “حزب الله”، حاملا اسم الرئيس الحريري لترؤس الحكومة المقبلة، معتبرا إياه الورقة الذهبية الوحيدة والأخيرة للإنقاذ. وقد دعم بري منطقه بثلاثة جواكر: حكم المحكمة العلمي وغير المستفز، فشل تجربة حسان دياب ومن ورائه مشروع الثامن من آذار بقيادة “حزب الله”، وسمعة الرئيس الحريري وعلاقاته العربية والدولية.

وجاء الكلام الذي رمي بتنسيق زمني ذكي، عن تقاطع ايجابي بين الفرنسيين وبري ومن يمثل، ليصب في هذا التوجه. إذ حكي عن “ورقة السفير فوشيه” لإعطاء السيناريو طابعا تنفيذيا، علما بأن الورقة المذكورة، ليست فعليا سوى الرؤيا الفرنسية أو اقتراح الحل الذي وزعه الرئيس ماكرون على القادة السياسيين الأساسيين يوم التقاهم في قصر الصنوبر.

ويغيب الطابخون في الظلام أي رأي مرجح للبنانيين المنتفضين منذ 17 تشرين، وكأن هؤلاء استقالوا من مطالبهم بالتغيير، أو أن زلزال 4 آب أخرجهم من المعادلة، معيدا إلى الطبقة السياسية الكلمة الفصل في تقرير مصير لبنان.

في السياق يدعي موزعو سيناريو الحل، بأن الرئيس بري يحظى بموافقة الحريري، وهو سيحاول تسويقه لدى “حزب الله” والرئيس ميشال عون، بما يوحي وكأن الحريري يستميت للعودة إلى السرايا. كما تكلموا عن ورقة للحريري شبيهة بالورقة الفرنسية، فيما الحقيقة أن لا ورقة للحريري، وما يتداول به تحت هذا المسمى هي شروطه المعروفة للعودة. وقد أضاف اليها شرط تسليم سليم عياش قاتل والده إلى الدولة.

في الانتظار، كارثة الرابع من آب تتفاقم بفعل بطء الحلول، خصوصا لجهة إعادة الترميم والإعمار قبل فصل الأمطار. ويأتي الاجتياح الكارثي للكورونا ليزيد من ضيق اللبنانيين صحيا ومعيشيا، بعدما امتلأت المستشفيات وأعيد فرض إغلاق البلاد والأرزاق لمدة أسبوعين بدءا من الغد.

في الأثناء، جنازات ضحايا 4 آب تتوالى مجللة بالأسود كل المناطق، لكن المشهد الأكثر كسرا للقلوب تجسد اليوم في مشهد فتيان في الرابعة عشرة من العمر يحملون على أكتافهم نعش رفيقهم الياس الخوري ابن الرابعة عشرة، إلى مثواه الأخير، في لوحة سوريالية حزينة، بينما يزهو “ختيارية” الكوارث ويغرقون في كراسيهم يخططون لابتداع وسائل جديدة للموت، بعدما استنفدوا مخزون الأمونيوم.