“التيار الوطني الحر” يعلن مقاطعة الـMTV إلى أن تعود إلى القواعد الأخلاقية والوطنية، والمهنية والمناقبية الإعلامية، بعدما تخطت الخطوط الحمر أخلاقيا وقيميا وباتت أداة للهجوم على رئيس الجمهورية و”التيار”، إلى آخر المضبطة التي تتغرغر بها الأحزاب الشمولية والدكتاتوريات عندما يقترب أوان سقوطها.
أقبح ما في هذا الكلام أن “التيار” يتكلم عن الضوابط الأخلاقية التي فقدها ويتكلم عن الخطوط الحمر، وقد امتهن مؤسسه وولي عهده رسم الخطوط الحمر ومحوها بحسب أهوائهما وتبعا لمصالحهما، حتى أوصلا “التيار” إلى أسفل الدركات، وحولا لبنان إلى دولة فاشلة، من كثرة ما فرطا بمصالحه السياسية والسيادية والديبلوماسية والمالية والاقتصادية.
لقد كان الجنرال مع السيادة ومع إخراج سوريا من لبنان، وكانت ال”أم تي في” الرافعة والمنبر. تراجع الجنرال عن هذا المبدأ، وظلت ال”أم تي في” رافعة الخط السيادي والمنبر. كان الجنرال مع الجيش في مواجهة سلاح ميليشيا “حزب الله” المؤتمر بأوامر الملالي، وكانت ال”أم تي في” مع هذا التوجه السيادي والرافعة والمنبر، تراجع الجنرال عن هذا المبدأ وتحالف مع السلاح غير الشرعي، وظلت ال”أم تي في” رافعة الخط السيادي والمنبر. لقد نادى “التيار” ومؤسسه بالإصلاح والتغيير، والقضاء النزيه ومحاربة الفساد والإقتصاص من سارقي المال العام، وكانت ال”أم تي في” الرافعة والمنبر، تراجع الرئيس و”التيار” عن هذه المبادىء وتحالفا مع الفاسدين وعطلا القضاء، وظلت ال”أم تي في” رافعة الإصلاح والمنبر.
كان الرئيس أبا لمناضلي “التيار” الشرفاء أثناء غيابه في فرنسا، وكانت ال”أم تي في” الرافعة والحاضنة والمنبر، تخلى الرئيس عن أبوته لهؤلاء الشرفاء لدى عودته فأقصى المناضلين الحقيقيين واستبدلهم بالمتزلفين والطارئين الذين خدموا في بلاط سوريا، وظلت ال”أم تي في” وستظل رافعتهم والمنبر. إدعى الرئيس وتياره أنهما بإسم الشعب جاءا إلى السلطة وأطلقا اسم “قصر الشعب” على القصر الجمهوري، وأعطت ال”أم تي في” كل الفرص لهذه التجربة وكانت الرافعة والمنبر، تخلى الرئيس و”التيار”، كما فعل ويفعل معظم المسترئسين الموارنة، عن الشعب وطوقا “قصر الشعب” بالجنود والأسلاك الشائكة، وظلت ال”أم تي في” صوت الناس والرافعة والمنبر، وهي متمسكة برسالتها هذه إلى أن ينتصر الشعب ويستعيد ازدهاره وبحبوحته وتتحقق السيادة.
ولا ننسى في هذه العجالة، فقط لأن “التيار” تنكر وتناسى وكذب، بأن ال”أم تي في” كسرت أواسط التسعينات، كل محرمات الاحتلال والمنظومة الأمنية وتجاهلت كل التهديدات وذهبت إلى الجنرال في المنفى الباريسي مرة واثنتين وثلاث، فنقلت صوته الذي كان ممنوعا في لبنان، إلى محبيه ومناصريه، وظلت تغطي مناضليه إلى أن أقفلتها سلطة الاحتلال وقضاؤها.
ولا ننسى إن تناسى “التيار”، أن ضيق الصدر وعدم تحمل الصوت الحر كيف دفعا الجنرال إلى طرد مندوبة ال”أم تي في” من الرابية، وقلنا إن الأمور ستتغير عندما يصل “بي الكل” إلى بعبدا، لكن الأمور لم تتغير، وها هو تياره يلجأ إلى مقاطعتنا بعدما فشل في إقناع القضاء بإقفال ال”أم تي في” وسجن رئيس مجلس إدارتها.
وبعد، لماذا كل هذا الحقد ونكران الجميل؟، لأن المطلوب ألا نتحدث عن فساد دولتهم وفشلها في كل المجالات، كما هو مطلوب مثلا، ألا نتحدث عن انفجار 4 آب ولا عن مسؤولية الدولة، من رأسها إلى قاعدتها، عن الإهمال الذي تسبب بقتل المئات وجرح الآلاف وتدمير نصف العاصمة، وأن نسوق ربما بأن الرئيس وباسيل “ما كان معن خبر”.
في النهاية، نقول: قاطعنا أيها “التيار”، لأنك بذلك تساعدنا على التخفيف من ثقل أخبارك عن الناس الذين تكفيهم الكورونا والأزمات القاتلة التي أوقعتهم وشركاؤك فيها. والنصيحة بأن تقاطع كل الإعلام، فيكون لبنان بذلك قد بدأ أولى الخطوات للخروج من مصائبه ولو نفسيا. فالرأي العام إن أخفى عنكم المستشارون، لم يعد يطيق رؤيتكم بعدما أوصلتم البلد إلى الحضيض، لم يعد يطيق أن يرى كيف تمتهن كرامة بلده أمام الرؤساء الأجانب والموفدين العرب والدوليين.
قاطعنا أيها “التيار” وامنعنا من دخول القصر الجمهوري إن شئت، علما بأنه ملك الشعب، لكننا لن نغير مبادئنا ولن نخذل ناسنا كما غيرت مبادئك وخذلت ناسك وكل الناس.
في السابق، وفي واقعة فاجرة مماثلة ارتكبتها في حقنا، قلنا لك إن الـ mtv يمكنها أن تحيا من دون الطلة البهية لنوابك ووزرائك ومسؤوليك على شاشتها، والآن نحدث هذه المقولة ونزيد، بأن التياريين االمخلصين ومعظم اللبنانيين يطالبون بهذا الشيء ويريدونه، فلبنان الذي خبركم جيدا يستحق أن يتنفس السيادة والكرامة والازدهار. كفاه ذلا وكفاكم وقاحة واستقواء بالسواعد المستأجرة والأقلام. قليلا من الأدب.. لا أحد يخافكم، خوفنا منكم على لبنان. لبنان أجمل بلاكم.