IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الخميس في 27/08/2020

التوبيخ العالمي القاسي للمسؤولين اللبنانيين مستمر.. وعلى أعلى المستويات! وزير خارجية فرنسا اكد ان المجتمع الدولي لن يوقع شيكا على بياض اذا لم تنفِذ السلطات اللبنانية الاصلاحات، معتبرا ان الخطر اليوم هو في اختفاء لبنان. اما وزير خارجية كندا الذي جال في المرفأ المنكوب فرأى ان الفساد في لبنان يجب ان يتوقف فورا.

بغض النظر عن خطورة التصريحين، وخصوصا حديث ناظر الخارجية الفرنسية عن اختفاء لبنان، فاللافت هو ان المسؤولين في لبنان تأقلموا مع “البهدلة” والتوبيخ والتقريع فلم يشعوروا انهم معنيون بالرد. هكذا فانهم لم يدافعوا عن انفسهم، ولا عن أدائهم، ولم يتجرأ احد منهم ويقول انه غير فاسد! حقا انها طبقة سياسية لا تتمتع بذرة من الكرامة. لكن المشكلة ليست هنا.

المشكلة الحقيقية ان سوء أداء هذه الطبقة يضرب صورة لبنان بقوة في الخارج، و تجعله يبدو امام العالم كدولة فاشلة. والفشل سيكون اكبر والتوبيخ اعنف في حال وصل رئيس جمهورية فرنسا الى لبنان واكتشف ان المسؤولين لم يتوصلوا بعد الى تكليف شخصية تشكيل الحكومة المقبلة. فهل يفعلون ويكلفون قبل ان يصل ايمانويل ماكرون ويلقنهم درسا جديدا في تحمل المسؤولية وكيفية ادارة الدولة؟

حكوميا، المعلومات متناقضة. ففي حين ذكرت معلومات ان رئيس الجمهورية سيدعو الى الاستشارات النيابية الملزمة اما السبت او الاثنين اي قبل وصول ماكرون, فان معلومات اخرى أكدت ان الاستشارات لن تحصل، لأن الاجواء لم تنضج بعد لاختيار رئيس جديد للحكومة. اي من السيناريوهين هو المرجح ؟ حتى الان السيناريو الثاني هوالاقوى، وذلك لسببين اثنين. فالرئيس الحريري أربك قوى السلطة بقراره العزوف عن تشكيل الحكومة، كما ان هذه القوى لم تتوصل بعد الى وضع خطة بديلة، او الى التوافق على من ستسميه لترؤس الحكومة بعد عزوف الحريري.

انه على اي حال مأزق لا يحل بالاساليب التقليدية المتبعة . فالطغمة الحاكمة لا تزال تتعاطى مع الوضع وكأننا في مرحلة ما قبل 17 تشرين او ما قبل الرابع من آب، في حين ان التطورات اتخذت منحى آخر . وهذا ما عبرت عنه خريطة الطريق الفرنسية التي وضعت للحل، ومن ابرز بنودها اجراء انتخابات نيابية مبكرة في سنة. فهل يسمع الحكام صوت الشعب فيحتكمون اليه من جديد، ام يواصلون نكرانهم الواقع ما سيؤدي حكما الى الانهيار الكبير؟ في الاثناء مؤشران خطران. الاول صحي تمثل برقم الاصابات بالكورونا والذي حقق رقما قياسيا جديدا تمثل ب 689 اصابة وسبع وفيات. اما المؤشر الثاني فامني من خلال الاشتباكات الدائرة في منطقة خلدة نتيجة اشكال بين عرب خلدة وحزب الله، ما ادى حسب المعلومات الاولية الى سقوط قتيلين وثلاثة جرحى. فهل يتم تطويق الحدث الامني الخطر والحساس، ام ستكون له تداعيات ونتائج على الوضع اللبناني ككل؟