“الإستشارات النيابية تحددت يوم الإثنين حياء كون الرئيس الفرنسي سيأتي الثلثاء”. الموقف لرئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، وهو موقف فيه الكثير من الحقيقة. فالرئيس عون لم يكن ليفلت ورقة التأليف من يده لولا أنه مرغم على إجراء استشارات التكليف قبل لقائه ماكرون الثلثاء في لبنان.
إذا، ما كان مستبعدا حصل، وما أصر عليه الرئيس عون عند تشكيل الحكومة المستقيلة سقط في تشكيل الحكومة العتيدة. ففي المرة الفائتة وقبل حصول الإستشارات بثلاثة أيام في قصر بعبدا، كان من المؤكد أنه سيتم اختيار حسان دياب رئيسا للحكومة، أما اليوم فلا شيء توضح أو تبلور. فاسم رئيس الحكومة المقبلة لا يزال غير معروف، ويرجح أن لا يعرف إلا مساء الأحد أو صباح الإثنين، كما قد لا يعرف إلا بعد انتهاء الإستشارات النيابية الملزمة بعد ظهر الإثنين.
فلماذا الغموض سيد الموقف هذه المرة؟ ببساطة، لأن التوافق الداخلي حول إسم معين ليس موجودا، كما أن هناك تضاربا بين المصالح الغربية عموما والمصالح الإيرانية، إضافة إلى بعض التباين في النظرة إلى الملف اللبناني بين فرنسا من جهة، وبين السعودية وأميركا من جهة ثانية.
وعليه، نحن مبدئيا في قلب المأزق، وامام اربعة احتمالات، ثلاثة منها سلبية، اما الرابع فايجابي.
الاحتمال الاول: مقاطعة بعض القوى السياسية الاستشارات ما يفقدها ميثاقيتها او يضعفها عبر تجريدها من الاكثرية المفترضة.
الاحتمال الثاني : ان لا يقدم الفريق السني الوازن اي فريق الرئيس الحريري والحلفاء اي اسم لتشكيل الحكومة. ففي هذه الحال قد يعمد فريق السلطة الى اعتماد التكتيك عينه، فتسقط الاستشارات ويصبح لزاما الدعوة مرة جديدة اليها.
الاحتمال الثالث ان تسمي كتلة المستقبل وحلفاؤها شخصية سنية تعتبرها القوى الاخرى صدامية وغير مرغوب بترؤسها الحكومة فلا تنال اكثرية مجلس النواب. اما الاحتمال الايجابي الوحيد فهو ان تسمي كتلة المستقبل والحلفاء شخصية سنية ترضى عنها قوى السلطة الحالية، وعندها نكون قد اجتزنا عقدة التكليف ووصلنا الى مرحلة التأليف.
فهل تتغلب الايجابية الاثنين ام السلبية؟ والى اي حد سيكون هناك تدخل فرنسي لتمرير الاستحقاق الحكومي ولاخراجه من عنق الزجاجة؟ الجواب سيتبلور في اليومين المقبلين، علما ان معظم المعطيات تشير الى ان لاحكومة قريبا، وان كل ما يحصل هو تقطيع للوقت بالتي هي احسن بانتظار تبلور مسار العلاقات الايرانية – الاميركية، وايضا في انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية. فهل يستطيع لبنان المنهك والموشك على الانهيار ان يتحمل بعد نتائج الانتظار الطويل؟