IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم السبت في 29/08/2020

لبنان وفرنسا أمام الفرصة الأخيرة لإحداث خرق في الجدار المسدود. الساعات الثماني والأربعون المقبلة حاسمة ودقيقة، والإثنين يوم الإستحقاق الكبير، فإذا بدأ اليوم بتسمية شخصية من قبل المكون السياسي السني الأبرز، أي تيار “المستقبل”، وإذا لاقى الإسم قبولا عند قوى السلطة وسمته أيضا، فيكون الضغط الدولي، وتحديدا الفرنسي، نجح في تحقيق خطوة إلى الأمام. أما إذا فشلت العملية برمتها وانتهت الستشارات من دون تكليف شخصية يرضى عنها الرئيس الحريري ورؤساء الوزراء السابقون، فإن البلد يتجه إلى مأزق.

من هنا تستمر الاتصالات على خط “بيت الوسط”، لإقناع الرئيس الحريري بتزكية اسم في استشارات الإثنين. والحركة الأساسية يقوم بها المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل. وعلم في هذا الإطار أن الحريري، ورغم الضغط الذي يمارسه بري، كان يفضل عدم تسمية أحد، ويتلاقى في موقفه هذا مع موقفي “الحزب التقدمي الإشتراكي” و”القوات اللبنانية”. لكن ما قاله الرئيس السنيورة قبل قليل، في حديث صحافي، يوحي أنه سيكون هناك اسم، وأن القوى السنية الأساسية ستعلنه فجر الإثنين. فمن يكون الرئيس المكلف العتيد؟.

حسب المعلومات، الخيار سيكون شماليا هذه المرة، ويتأرجح بين ثلاثة أسماء هي: ريا الحسن، رشيد درباس، أو سمير الجسر. علما أن آخر المعلومات تشير إلى أن حظوظ الحسن تتقدم على حظوظ درباس والجسر، حتى الآن على الأقل.

على أي حال، قوى السلطة تبدو مربكة. فهي أمام ثلاثة خيارات أحلاها مر. الخيار الأول أن تسلم بعدم التدخل في تشكيل الحكومة وأن ترضى بتشكيل حكومة من المستقلين. وهو أمر شددت عليه الرئاسة الفرنسية بإعلانها أن الوقت حان لتنحي الأحزاب السياسية اللبنانية، ولو موقتا، وضمان تشكيل حكومة تعمل على التغيير. الخيار الثاني أن يستمر تصريف الأعمال حتى إشعار آخر. أما الخيار الثالث فأن تقرر قوى السلطة مرة أخرى استعادة تجربة حكومية شبيهة بحكومة حسان دياب، وهو أمر مستبعد لأن الظروف مختلفة.

هذا في الشق المحلي. أما في الشق الخارجي، فإن معظم المعلومات تتقاطع على ترجيح أن لا حكومة قبل اتضاح هوية الرئيس الأميركي المقبل، أي في مطلع تشرين الثاني المقبل. فإيران لن تفرط بورقة لبنان في الوقت الأميركي الضائع، وتريد استخدامها عندما تجلس إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية، وهو أمر لن يحصل إلا بعد الانتخابات الرئاسية اأميركية. وهذا يعني أن الضغط سيتواصل على لبنان، ما يعني تفاقم الأزمات المالية والاقتصادية.

فماذا سيحصل الاثنين؟، هل سيكون هناك رئيس حكومة مكلف يشارك في استقبال ماكرون الثلثاء، فيستعيد البلد أنفاسه ولو بالحد الأدنى، أم أننا سنكون أمام خيبة أمل أخرى، وأمام مرحلة جديدة مليئة بالمطبات والعثرات؟. الجواب لم يعد بعيدا، فلننتظر.