IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الخميس في 03/09/2020

عشية مرور شهر على بركان الرابع من آب ، لا تزال تداعياته الكارثية بادية على البشر، 194مئة واربعة وتسعون قتيلا وآلاف الجرحى ، وعلى الحجر دمارا لثلث العاصمة ، ولا تزال عمليات إزالة الخراب وكأنها في بداياتها، ولا نزال بعيدين عن مباشرة ورشة الإعمار .

البطؤ الناجم عن كبر حجم الأضرار مبرر نسبيا ، لكن البطء في رفع الخراب السياسي الذي هو في اساس انفجار 4 آب و انفجار الدولة برمتها ، ليس هناك من يبرره وما يبرره لا في لبنان وفي العالم . عبر عن ذلك الشعب المقهور الغاضب ، ورؤساء الدول والوزراء و الموفدين الذين يؤمنون دواما دائما في لبنان منذ وقوع الكارثة. وقد حط في بيروت أمس بالتزامن مع مغاردة الرئيس ماكرون مساعد نائب وزير الخارجية الأميركية ديفيد شنكر، و اليوم أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين. ولعل أول مؤشرات إقلاع ورشة البناء السياسي لن تظهر إلا في تشكيل مصطفى اديب حكومته سريعا، وبالمواصفات التي يطالب بها اللبنانييون وأصدقاء لبنان . مسار التشكيل بدأ عده العكسي أمس ، ومطلوب من الرئيس المكلف الانطلاق من روحية عدم إلزامية الاستشارات التي منحه إياها الدستور ، ليشكل حكومته ، آخذا بوعود العفة والزهد بالحقائب والحصص، التي قطعتْها له القوى السياسية ، قبل أن يلحس هؤلاء تواقيعهم، فتكون حكومة مصغرة مكونة من اختصاصيين حياديين .

هذا في المثالي المأمول ، اما في وقائع اليوم ، فالأجواء المسربة من بعبدا والتيار الحر ، أفادت بأن رئيس الجمهورية يريد حكومة من إثنين وعشرين الى أربعة وعشرين وزيرا ، وهذا مشروع لغم أضيف الى لغمي المداورة في الحقائب وتمسك الثنائي الشيعي بسيطرته على حقيبة المال .

وفي انتظار انتفاضة إنقاذية مبكرة ينفذها الرئيس المكلف ، انشغل الوسط السياسي بزيارة ديفيد شنكر ، وهي كما تبين زيارة لا تنسف الجهد الفرنسي ، لكنها لا تعوم الطبقة السياسية كما فعل الرئيس ماكرون بل تسعى الى جس نبْض الثوار وجديتهم ، وتذكـر اهل الحكم بترسيم الحدود ، فإن استجابوا توسع برنامج زيارته ليشملهم . اما الكاردينال بارولين فتأتي زيارتـه في إطار التضامن مع اللبنانيين في مواجهة الكارثة الانسانية ، ولكن الأهم أنها تأتي لدعم خيار إنقاذ التجربة اللبنانية في مئويتها الأولى ، عبر دعم خيار الحياد الذي هو علة قيام لبنان العام 1920 وجوهر منطوق دستور الطائف ، وإن شكل الحياد انقلابا ، فليس على صيغة الآباء المؤسسين ، بل على الانقلاب الذي ضرب صيغة الحياد وخطـف لبنان الى الكارثة التي هو فيها الآن . وفي الاطار نقل باروليني للـmtv رغبة قداسة البابا في زيارة لبنان متى توفرت الظروف المؤاتية>