IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ“mtv” المسائية ليوم الجمعة في 04/09/2020

السادسة وسبع دقائق في الرابع من آب الماضي الذي لم يمر ، كان الانفجار الزلزال في المرفأ. مئتا قتل، ستة آلاف جريح، وجه العاصمة الجميل تشوه، شرفاتها، قرميدها، ذكريات ابنائها ، حميميات بيوتها ، حكايات الماضي والحلم بالمستقبل ، كلها تناثرت في دقائق .

المسؤولون عن الجريمة بالتكافل والتضامن ومن دون انتظار التحقيقات التي تصيب الرؤوس الصغيرة من دون الكبيرة، هم معظم الطبقة السياسية التي راكمت فسادا يتجاوز بحجمه وقبحه ومفاعيله المدمرة, كل ما اختزنته عنابر العالم من نيترات الأمونيوم .

شهر على الانفجار اهتز كل شيء، انهار كل شيء، الا هذه الطبقة السياسية، تحولت مثل فيروس الكورونا. نجحت حتى الآن في ابتداع الطرق لتأبيد ذريتها السيئة، ساكنة جاثمة على صدر لبنان وعلى أكتاف اللبنانيين.

اليوم بعد مرور شهر بدا كدهر، وقف اللبنانيون على مشارف المرفأ وفي الأحياء المحيطة المدمرة دقائق صمت استرجعوا خلالها لحظات المأساة التي خطفت أحباءهم ودمرت منازلهم والأرزاق.

الصمت والتأمل جعلا الجميع ما عدا الحاكم طبعا، يسمعون نبضات القلب المجهولة التي أوقفت القلوب وفتحت الآذان في منطقة الجميزة، وقد اعتبرها كل لبناني وكأنها تعود لقريب او حبيب او جار او عزيز فقده.

في سياق متصل، واصل القضاء تحقيقاته لكشف المسؤولين عن جريمة العصر ، وسط تحرك غاضب لأهالي الضباط الموقوفين الواثقين من براءة ابنائهم مطالبين بإنصافهم والبدء بالرؤوس الكبيرة التي لم تتحرك يوم أبلغها ابناؤهم بمخاطر تخزين الأمونيوم في المرفأ. الـmtv الباحثة عن الحق ايضا، طرقت باب القضاء واثقة من عدالته ، فتقدمت بدعوى، لا سابق لها، ضد رئاسة الجمهورية لإلزام سيد القصر العودة عن قراره بمنعها من تغطية أنشطة الرئاسة الأولى.

في هذه الأجواء المشدودة عاطفيا وسياسيا، ساد الصمت على ضفة السلطة، فيما واصل الرئيس المكلف مساعيه لتشكيل الحكومة، وسط معلومات تفيد بأنه بدأ يهضم فكرة رئيس الجمهورية الذي طالبه بحكومة عشرينية بحجة ألا يحمل الوزير أكثر من حقيبة بما يساعده على التفرغ لها. والمأمول ألا يهضم أديب الجرعة الرئاسية-السلطوية الثانية المطالبة بوزراء تقنيين مسيسين مقربين. في الانتظار، تسترسل القوى السياسية في تفسير بواطن زيارتي ماكرون وشنكر وتتضارب الآراء بين من يجزم بأنهما خذلا الثوار وعوما السلطة، ومن يؤكد أنهما يتقاسمان الأدوار ، بحيث تضغط فرنسا في لبنان فيما تتولى اميركا الضغط على إيران. وسط هذه الضبابية، الثابت أن السلطة تتمادى في إنكارها، والثوار يتمادون في ترف التفرق والامتناع عن توحيد الصفوف لمواجهته

ا. في المقابل ، الكارينال Pietro PAROLIN أمين سر دولة الفاتيكان أوصل رسائل متقدمة برمزيتها وجرأتها الى أركان الدولة، إذ صنف لقاءه رئيس الجمهورية في خانة المجاملات ، وركز على التوجه الى الناس بعبارات الأمل إذ اكد لهم بأن ليسوا متروكين ، فيما علمت الـ mtv أن الكرسي الرسولي يجند كل طاقاته للأخذ بيد لبنان الى بر الأمان ، والفارق بينه وبين الديبلوماسيتين الفرنسية والأميريكة ، ان البابا فرنسيس لا يتعاطى ببرودة مع اللبنانيين وهو يدرك عمق الجروح والضربات التي تقعدهم عن العمل البراغماتي السريع والمجدي بحسب المفاهيم الغربية، وهو يتولى تعبئة هذا النقص، بدبلوماسيته الأبوية النشطة و بما يملك من مونة على دول القرار.