IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم السبت في 05/09/2020

وسط الأوضاع الحياتية والمالية والصحية السوداء، والجو السياسي الأكثر اسودادا، نقطة مضيئة تمثلت في انتصار الإرادة الشعبية على التغول باسم الإنماء، فسقط مشروع سد بسري.

نقطة مضيئة، ليس لأن الوحدة الشعبية والمطلبية أنقذت البيئة والطبيعة في هذه المنطقة الفردوسية، التاريخية، التراثية، من التخريب فقط، بل لأن الانتصار الذي تحقق يفترض أن يشكل أمثولة للثوار وللناس ولبعض النواب الشرفاء، مفادها أن توحيد الجهود والإصرار والمثابرة والتضحية ونكران الذات لصالح الصالح العام، قادرة على كسر أعتى الكارتلات وأخطر التحالفات. ففيروس الوحدة يجب أن يدخل جينات الثورة والثوار، لتنتصر انتفاضة 17 تشرين، فلا يكون الاحتفال بذكرى انطلاقتها الشهر المقبل محطة لتأكيد وفاتها، بل يوم قيامة لبنان الجديد.

النقطة الأقل بريقا لجهة نتائجها، وليس لجهة مقاصدها النبيلة، تتمثل في عدم إحراز تقدم في البحث عن ناج أو أكثر في مبنى الجميزة المنهار، رغم الجهود والتضحيات الكبيرة التي بذلت وتبذل. علما بأن الفريق التشيلي للإنقاذ، ومن يعاونه من أجهزة لبنانية وجمعيات وأفراد، وخصوصا الكلب البطل “فلاش”، شكلوا بأدائهم صفعة على خد كل مسؤول رسمي تقاعس ويتقاعس، ولا بد أن تكتب عن جديتهم ومناقبيتهم أحلى القصص وتنتج أجمل الأفلام.

النقطة السوداء، سياسية طبعا. فتشكيل الحكومة لا يبدو أنه يلتزم مهلة الأيام الخمسة عشرة التي حددها الرئيس الفرنسي للسلطة لإنجاز المهمة. ومما يتسرب من معلومات من مطبخ أديب، أنه يتعرض لقلة أدب من الطبقة السياسية التي اختارته. فقد عاد طباخو البحص إلى خصالهم القديمة بمجرد رحيل الرئيس الفرنسي: هذه الحقيبة لطائفتي، وهذه الوزارة لتياري، وتلك الوزارة إما تكون من حصتي أو لا تكون حكومة.

وهذه اللغة معروف من ينطق بها، عنينا الثنائي الشيعي و”التيار الوطني الحر”، وهذا المنطق يدفع الشركاء إلى أن يحذوا حذوهما. والأخطر في الأمر، أنهم يسعون إلى استدراج الرئيس الحريري إلى هذا المطب، وإلى خطف الرئيس المكلف وترويضه على القبول بهذا النهج، كما حصل مع حسان دياب. ومعلومات الـmtv أن الرئيس المكلف الذي يحترم مهلة ماكرون، سيجد نفسه قريبا وسريعا أمام خيار صعب جدا، إما التشكيل وإما الرحيل.

أخيرا، نقطة حمراء وصفارة إنذار صحية هذه المرة، فتوسع كورونا يأخذ بعدا هندسيا خطرا للغاية. فالاصابات ستقفز سريعا من الخمس مئة إلى الألف في اليوم. موسم الأنفلونزا على الأبواب، القدرات العلاجية إلى تناقص وكذلك الطاقة الاستيعابية للمستشفيات، فكيف السبيل لوقف موجة الانتحار الجماعي الوطني الزاحفة، ووعي اللبنانيين أدنى من الصفر؟.