ماذا عسانا نقول أو نفعل في مواجهة جرصة اليوم المتمثلة في الحريق الذي اندلع في المرفأ، وقد صارت الجرصة طبقنا اليومي ، والعيب سمعتنا، وقد أطاحتا صحن التبولة وأكبر صحن حمص وهال “كم أرزة العاجئين الكون” وصارتا واجهتنا المضيئة التي يتباهى بها وطننا بين الأمم .
هل نفعلها ثانية وثالثة ورابعة فنبصق على حالنا كي لا نفعلها في وجوه القيمين على البلاد فيأخذ على خاطرهم ؟ أم نوفرها للمساهمة في إطفاء الحرائق التي ستندلع في أي مكان وزمان في ظل التقصير الفاضح في تأهيل المرفأ وباقي المرافق العامة? .
نسأل بسخرية مرة أسئلة لفشة الخلق ، ولا ننتظر من المسؤولين أي جواب، أولا لإنهم لن يجيبوا وثانيا لأننا لن نصدقهم .
في الحقيقة عندما شب حريق اليوم في المرفأ إتصل بنا الناس متسائلين: أهي لحظة الحقيقة؟ هل أشعل مسؤولون نادمون قبولة وبدأوا يرمون بأنفسهم فيها تكفيرا عما ارتكبوه بحق لبنان، دولة وشعبا ومؤسسات وطبيعة ؟، وهل صحيح أنه بعد التطهر بالنار سينشأ لبنان الجديد؟، فأجبناهم، كي لا نحبطهم، هذا لن يحصل ولو لم يبق في لبنان بيت واحد ومواطن واحد ، فيما حذر مواطنون غيارى إخوتهم في الوطن من سكان محيط المطار من أن ينتقل إليهم الإنماء المتوازن، على قاعدة الستة وستة مكرر، خصوصا بعد التطمينات الرسمية المتكررة بأن لا خطر يتهدد واجهة لبنان الجوية ، وبأن المطار سيظل يؤمن تصريف النزيف البشري الهادر من عروق الوطن
ترى هل سألتم انفسكم يا اهل السلطة ماذا سيقول فيكم المسؤولون الدوليون المتدافعون لنجدة لبنان وقد تأكد لهم بأنكم انتم الخطر الأكبر الذي يتهدد الوطن الصغير؟ أم أنكم تعتقدون بأن اجتماع المجلس الأعلى للدفاع الذي صار أشبه بجمعية لدفن الموتى، وتعيين لجنة للتحقيق في الحادث، سيقنعهم ويقنع شعبكم بأن الأمور صارت تحت السيطرة؟ لا تجيبوا، لا نريد أن نسمع الجواب خصوصا انكم وضعتم كل الضباط الصغار في السجن عصر انفجار الرابع من آب، فمن تسجنون الآن ومع من ستحققون؟ إرحلوا فقط ، ولا تخش الفراغ يا شعبي الخائف، فهو أقل ضررا عليك من رعيانك الذين سلخوا جلدك وباعوا لحمك للذئاب.
هذا في الكوارث التي تنتج نارا و دخانا، اما في الكوارث الأقل ضجيجا ولكن الأكثر تدميرا، فطبيعي ان يأخذنا البحث عن طوق نجاة الى السؤال عن مآل تشكيل الحكومة .
إطمئنوا، لا جديد ، فالسلطة “كتير” زعلانة من العقوبات الأميريكة، إذ كيف لهذه الإدارة أن تجبرنا على محاربة الفساد والارهاب؟ هذا المزاج المعكر قد يبطىء عملية التأليف، إلا إذا أقدم مصطفى أديب على طرح تشكيلته، مستقويا بأربعة عوامل دافعة: المجاعة والفوضى والفيروس والدعم الدولي المطلق والمؤقت. وفي السياق نلفت الرئيس المكلف الى ان الطابة ليست في ملعب السلطة وحدها فأنت مسؤول أيضا.. شكل او إرحل.