مدفوعا بوجع الناس وجوعهم والخراب الإقتصادي العميم والانتشار الرهيب لفيروس كورونا، وأخيرا، ونقول أخيرا بالضغط الفرنسي البناء والعقوبات الأميركية، يصعد الرئيس المكلف مصطفى أديب إلى قصر بعبدا الإثنين. والمعطيات المتوافرة تفيد بأن أديب قد يقدم تشكيلته لرئيس الجمهورية، تشكيلة حكومة الاختصاصيين الحياديين، ضمن مهلة الحث التي وضعها الرئيس ماكرون. والسؤال هل يوقع الرئيس عون مراسيمها، فتسلك البلاد طريق الفرج؟.
سبق هذه الخطوة ورافقها، تصعيد سياسي خلبي يوحي مطلقوه لناسهم وبيئاتهم قوة وصلابة، لكن حقيقة هذه المواقف، أنها قتال تراجعي يائس، ومن أصعد الحمار إلى المئذنة سيضطر إلى إنزاله عنها سريعا. فعندما يجزم الرئيس بري باسم الثنائي الشيعي أول من أمس أنه لن يتخلى عن حقيبة المالية و”لا تجربونا”، ويقول اليوم لمن يعنيهم الأمر شكلوا الحكومة من دوننا، فهذا ليس ردا تكتيكيا على الرئيس عون، بل قد يعني أن الحكومة ستتشكل بحسب المبادىء والشروط التي تكلف على أساسها مصطفى أديب.
والقنابل الدخانية هي سعي لإحياء زمن مات آخر ميتة في انفجار بيروت، وكان يقوم على الرفض العبثي وفرض غير الملائم ووضع الشروط من دون تقديم البدائل الصالحة، والبدائل الآن ليست أقل من تأمين الخبز والطحين والدواء والنهوض بالاقتصاد والمدارس للناس، فالشعب جائع غاضب والبلد مفلس حتى العظم.
في مقابل كلام الرئيس بري الغاضب الصارم، قدم باسيل نذور العفة والزهد ونكران الذات، في خطوة فاجأت من سمع مواقف “التيار” المتصلبة وتمسكه حتى الأمس بحكومة تقنيين مسيسين، أعلن باسيل عدم مشاركة “التيار” في الحكومة. وفيما اعتبر البعض أنه كان يتوجه إلى الرئيس المكلف فاتحا أمامه أبواب التأليف، كان باسيل بالفعل يقدم التعاون للفرنسيين وحسن النية للأميركيين. فبعد إعلانه عدم المشاركة في الحكومة ومطالبته بوزراء تقنيين حياديين استرضاء للرئيس ماكرون، هاجم باسيل زيارة اسماعيل هنية لبنان، وهو نقد مبطن ل”حزب الله”، وطالب بترسيم الحدود مع اسرائيل، ورفض تدخل “حزب الله” في سوريا. والمعلومات تشير بأن موقف باسيل هو استدارة نصحه البعض بأنها قد تجنبه سيف العقوبات الأميركية.
توازيا موقفان، بل مسماران في نعش السلطة الفاسدة، أطلقهما البطريرك الراعي والمطران عودة، فإذ طالب الراعي بتحقيق دولي في انفجار المرفأ والحريق المشبوه الذي تلاه، واتهم السلطة ببعثرة الثورة وبث المخربين في صفوفها لتفكيكها، داعيا إلى التعجيل في تشكيل حكومة التقنيين الحياديين، دان المطران عودة السياسيين الذين أدمنوا الرقص على الجثث، ولا يأبهون إلا لجيوبهم وحصص أحزابهم وتياراتهم.
توازيا، الكورونا ينتشر كالنار بلا ضابط طبي ولا رادع، وقد سجلت حالات عدة في سجن رومية، وتسعون إصابة في عديد قوات اليونيفيل.